كان الله في عون جلالة الملك , فإلى جانب جهوده المتصلة الدؤوبة وطنيا , فقد غدا جلالته الرمز العربي والإسلامي الوحيد المدافع إقليميا وعالميا عن قضايا العرب المسلمين كافة , وما أكثرها وما أعقدها في زمن دولي ملتبس طابعه تقاطع المصالح والمطامع والمطامح , ووسيلته الحروب والقتل والدمار والتشريد , عوضا عن السلام والأمن والإستقرار ورفاه البشرية لا شقاءها جراء ذلك التقاطع والتجاذب المنفلت من عقاله .
حقا يشعر كل حر صادق منصف , بحجم ما يتصدى له جلالة الملك من مهمات دونما كلل وبعزيمة لا تلين ابدا متعه الله بالصحة والعزيمة والفلاح , فالملك هو المدافع الوحيد عن عظمة ونبل العقيدة الإسلامية التي تتعرض اليوم إلى أسوأ محاولات التشويه علي ايدي خوارج العصر المدعين للتدين والدين منهم براء , في مشهد يمنح كل خصم في هذا العالم المبرر لإتهام الإسلام والمسلمين بالعنف والإرهاب ومعاداة الإنسانية والحياة , والملك هو المدافع الوحيد ونيابة عن الأمة الإسلامية كلها عن القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية وحرمتها وعروبتها , في مواجهة ما تتعرض له من مخططات شريرة بائسة.
والملك حفظه الله , هو المدافع والداعي الوحيد في المنطقة والإقليم , لحلول سياسية للأزمة السورية والأوضاع في العراق وبما يصون وحدة كل من هذين البلدين العربيين ارضا وشعبا ومقدرات , وهو دون سواه الساهر دوليا وإقليميا على حتمية التوصل إلى حل عادل وشامل يعيد للشعب الفلسطيني الشقيق حقوقه المشروعة وفي مقدمتها , حقه في إقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس , وهو قبل غيره من قادة الارض الحامل لهم اللاجئين واللجوء وحق هؤلاء في حياة كريمة في أماكن اللجوء والاردن في طليعتها , وحقهم في العودة والعيش في اوطانهم بسلام وأمان وكرامه .
وجلالته متعه الله بالسلامة دوما , الساعي المواظب ومن خلال المحافل العالمية كلها, إلى التأكيد على ضرورة نبذ العنف والإرهاب وتأصيل نهج الإنفتاح والحوار والتعاون بين الشعوب من اجل حاضرها ومستقبل أجيالها ولمصلحة البشرية جميعا , إنسجاما مع إرثه الهاشمي الجليل الذي ما كان يوما وعبر التاريخ كله , غير النصير للحق والعدالة والحرية والإخاء بين الإنسان واخيه الإنسان في سائر ارجاء المعموره .
نعم , جلالة الملك عبد الله الثاني بت الحسين المفدى , هو وبحق وبإنصاف , نجم الأمة في هذا الزمان , وهو من نذر النفس بصدق وأمانة من أجل قضاياها والدفاع عن حقوقها وواقعها ومستقبل أجيالها , ومن أجل ذلك لا يتردد جزاه الله الخير كله , في مخاطبة العالم وقواه الحية ودوله المؤثرة ومنابره الفاعلة , وبصوت عروبي مسموع ومقدر يحاكي ثقافات شتى وانماط تفكير شتى وإهتمامات شتى بما يؤثر في قناعاتها افضل تأثير , وليس ببعيد عنا وصف العاهل الاسباني لجلالته بأنه زعيم عالمي حقا .
هذا بعض مما ينهض به جلالة الملك في عالم مشحون بمنطق القوة لا قوة المنطق , وزمان عالمي مليء بالسلبيات لا الإيجابيات لتبدو الحركة فيه كما لو كانت حركة في حقل ألغام مظلم موحش ينذر بالشرور والمخاطر المحسوبة وغير المحسوبه .
بارك الله جهدكم وجهاكم الانصع جلالة الملك , فهذا العناء الذي تتحملون جلالتكم إزاء شؤون الوطن الاردني العزيز وتظيم دوره ومكانته وحضوره الاميز عالميا , ودفاعا عن قضايا الأمة وهمومها ووحيدا في مطلق الاحوال والظروف , يسجل لكم بالتقدير والاحترام والعرفان في ذات وضمير كل حر شريف منصف على وجه البسيطة كلها , وقبل هذا وذاك عند واحد احد جل في علاه , فلكم منا الشكر الموصول , ومن خلالكم سيدي , إلى سائر الشرفاء الساهرين بتوجيهكم الراشد السديد على أمن الوطن وإستقراره منتسبي جيشنا الباسل وقوانا الامنية الامينة وجميع المسؤولين العاملين على تصليب عود الوطن ورفعته وإزدهاره بإذن الله , وسط منطقة وإقليم تستعر الحرائق فيه دون توقف وبلا هوادة , واسلم لشعبك ووطنك وأمتك وعقيدتها وتاريخها ووجودها . والله يرعاك دوما .