تذكرنا الاستقالة غير الطوعية للشيخ سلطان العدوان من رئاسة النادي الفيصلي بما تشهده اندية رياضية عديدة سواء في اوروبا او في بعض البلدان العربية الكبيرة, مثل مصر وتونس والسعودية.
والحق انني مثل كثير ممن يتابعون كرة القدم ونجومها وبطولاتها صرت اعرف شيئا من كواليسها ايضا ولا يعود هذا الاهتمام لما يجري على الملاعب الخضراء وحدها, فهذا شأن لا يهم الاصدقاء والقراء الذين لا يتابعون هذه اللعبة, فلم تعد الكواليس المذكورة, كواليس رياضية بحت , بل صارت اليوم جزءا من اللعبة السياسية والصفقات المالية, كذلك فالسيد بيرلسكوني لم يكن ليحتل موقعه السياسي الكبير في ايطاليا لولا فريق ميلان كما صارت شركة (المقاولون العرب) المصرية ركنا مهما في الحياة الاقتصادية والحزب الوطني الحاكم بفضل نادي المقاولين ثم نادي بتروجيت المستمد من اسم ابنة رئيس الشركة وهكذا, فما يحدث هنا وهناك جزء من انعكاسات العولمة وتداخل الرياضة بالسياسة والمافيات المالية وغسل الاموال.
ومع تعاظم دور كرة القدم في توجيه وتنفيس قطاعات واسعة من الشباب ودخولها على خط البورصة والمضاربة بل وغسل الاموال كما يحدث في كولومبيا والارغواي والبارغواي تعاظم التنافس على الاندية الكبرى ولم يعد ثمة مكان للقيادات التقليدية المسكونة بالدوري بعيدا عن وجع الرأس السياسي والمالي.
أما فيما يخص بلدنا, فقد بدأت الحكاية بدوري كرة السلة مع دخول اندية جديدة وموت اندية قديمة وكان الانعكاس الاول للظاهرة العالمية على كرة القدم قد بدأ بصعود رجل اعمال يعمل مع شركات امريكية في العراق وسيطرته على احد فرق المقدمة, مما اغرى, كما يبدو, رجال اعمال آخرين من الطراز نفسه بالتخطيط للسيطرة على مزيد من هذه الفرق.
وفي كل الاحوال واذا كانت البلدان الاخرى تتحمل هذه المناخات وكواليسها المالية والسياسية فان الاردن في ظروفه الحساسة والحرجة المعروفة بغنى عن هذه المناخات سواء استقال الشيخ سلطان بارادته أم تحت ضغوط معينة.
العرب اليوم.