ما احوجنا هذه الايام الى ائمة ومعلمين ورسميين يمتلكون زمام المبادرة ، من اجل حماية المجتمع والناس من الاشاعة ومن الجهل والتطرف وبناء قاعدة فكرية علمية عريضة تعتمد العلم والدين ومنظومة الاخلاق والديمقراطية والحرية والعقد الاجتماعي الفريد كاساس لدولة عصرية. الاردنيون؛ لديهم ذكاء يقرأون خلف السطور ويتعرفون على الالحان "النشاز"، ونحن بحاجة الى مسؤولين وخطباء مساجد لاعادة الثقة – منزوعة الدسم - بالرواية الحكومية، لم تعد الاصوات المرتفعة وتوزيع الاتهامات يمينا وشمالا تخدم المصلحة بقدر ما تكون "منفرة" وتزيد من عمق "الهوة"بين المواطن والمسؤول . يجب وقف الاستراتيجيات المتخلفة السابقة التي صنعت زعماء وثم اجرت استبدالا واحلالا محل زعماء تقليديين بعدما "ضقنا" بصدقهم ورؤيتهم ذرعا، لنعترف بالخطأ ونبدأ صفحة عنوانها التخلي عن الاصوات المرتفعة التي لا تعتمد على دليل علمي ولا نريد ان نسمعها ونقول لهؤلاء: الطريق مغلق باتجاة صناعة المسؤول بتلك الاساليب.

اعذروني؛استمعت الى خطبة القاها "احد المشايخ" الجمعة الماضي، اتهم الشيخ الجليل "الاكشاك " و"المقاهي" بالترويج للمخدرات والقضاء على شبابنا دون الاعتماد على اية احصائية علمية او دليل علمي يؤيد اتهامه، الامر الذي ينفية الامن العام وامانة عمان واحصاءاتهم الرسمية.

الشيخ كان مستفزا للمواطنين في خطبة اخرى، "علق على رفع اسعار الجمارك على الملابس"، وقال :ارتدوا ملابس التقوى .."، كذلك اعلن الشيخ في خطبة سابقة، عن حل مشكلة الفقر في الاردن بطريقة اقرب الى "التخويث" لا الاسس العلمية باعتماده على آية قرآنية آية "وآت ذي القربى حقه"، وذلك باقتراح كل فرد من عشيرة بدفع 5 دنانير ويتم تجميع المبلغ في صندوق للعشيرة .."منددا بابناء العشائر "ابناء هذا المجتمع "وان مهمتهم ليست بالاعتصامات وبناء الخيم على حد تعبيره.

وفي موقع اخر هاجم من يعتبرهم جهات "تريد بالأردن شراً" دون ان يسميها، وهمز من قناة لم يسمها،"ناشط سياسي وناشط حراكي .. وناشط سياحي"، كذلك لا يليق بشيخ في خطبة جمعة ان يصل الى مستوى الردح بقوله "انتو خربانين"!! ردا لمن يقول عن "البلد خربانه "على حد خطبه، ويبدي استياءه من الاعلام بتصيد عباراته وتصريحاته.

شيخنا الجليل؛ ما ان يسمعك الاردنيون، تزداد الهوة بين الناس والخطاب الشعبي والديني معا اضافة الى اتهامك بانك تسعى لمنصب ما وان ما تقوم به خدمة لمسؤولين لا علاقة له بالوطنية .. نقول : ما هكذا تورد الابل ايها الشيخ الجليل..

الانباط