العطلة الصيفية .. حوار جاد على نار هادئة
10-06-2008 03:00 AM
أقفلت المدارس أبوابها.. وانطلق الصغار بعد آخر يوم من الامتحانات إلى الأزقة والشوارع كأنهم عصافير فرت من أقفاصها.. شعور بالحرية والرغبة الجامحة بقضاء الوقت كله في اللهو واللعب.. ولكن ليس كل الأطفال بإمكانهم أن يلعبوا طوال الوقت.. وليس جميعهم انتظروا العطلة الصيفية ليطلقوا أجنحتهم في \"سماوات\" الأزقة وساحات كرة القدم.. فهناك من كانت حياته كلها\" عطلة صيفية\"!!
بعد آخر يوم من الامتحانات بدا الوقت كله ملكا للأطفال، واستعد أرباب الأسر لفتح أبواب منازلهم للتخلص من ضجيج الصغار، فأسهل ما يقوله رب الأسر أو الأم أحيانا لأطفالهما\" اذهبوا والعبوا في الشارع\" هذا إذا كان الأطفال يحتفظون ببعض الوقت لقضائه بين جدران المنزل.
أما إذا كان الصغار من عشاق الأزقة ... فقلما تجد من أرباب الأسر من يقول لأطفاله\" ادخلوا إلى البيت\" أو يضع لهم برنامجا معينا للخروج منه والدخول إليه والأماكن المحظورة وتلك المباحة..والذي يهمنا مع قدوم هذه العطلة أن نتذكر دورنا كآباء ومربين في هذه المرحلة الهامة من حياة كل إنسان , علماً أن الفراغ الناتج في هذه المرحلة يشكل خطراً إذا لم يوظف بهوايات نافعة ورياضيات مفيدة , فدورنا لا يتوقف عند تلبية حاجات الطلاب المادية والدراسية واحتياجات اللباس فقط ,بل يعتبر هذا المفهوم خاطئاً وربما يؤدي إلى عقبات غاية في الصعوبة في المستقبل
كثير من الأطفال ينتظرون الصيف لينعموا بالراحة والمرح، فليس لهم برنامج منظم لتطوير بعض مواهبهم أو تنمية بعض ملكاتهم، فالعطلة كل العطلة للتنزه، ولا شيء غير ذلك.
أثبتت الدراسات الاجتماعية أن الفراغ وعدم الاستثمار النافع للوقت من أبرز أسباب الانحراف، فبعض الآباء يغفلون عن أبنائهم في العطلة فلا يعيرونهم أي اهتمام فيخرج الطفل برفقة أصدقاء سوء يسعون للزج به في عالم المجهول.
إننا ببساطة نستطيع أن نحول العطلة الصيفية إلى مركز لتنمية الهوايات وجعلها تنصب في طريق دارسة أبنائنا إذا أحسنا التصرف بحكمة, وتعليم أبناءنا كيفية الاستفادة من العطلة الصيفية وإلا فالشوارع المزدحمة بالأطفال والمراهقين ستظل عامرة بهم إذا لم يجدوا من يسدد خطاهم ويوجههم إلى الطريق الصحيح .
Zubi1965@hotmail.com