عام مضى على رحيلك

‎رحلت ولم يرحل الحزن

‎كل فقد عزيز ترفع به الايام ليستذكر من فقد...

‎أما أنا فحزني يسكن في الوجدان

‎فأنت لم تغب لحظة واحدة عني، فكل أيام غيابك هي لي وجع يضرب في كياني، ويشتعل حريق لا شيء يطفيء نار غيابك...

‎وتصحو ذاكرتي اليومية مع آخر يوم كنت أستظل به بوجودك أسمع كلماتك ـ أرى عينك التي تعطي نبأ لم أفهم معناه، ولا أعرف يا أعز الناس له تفسير فالأمل بشفائك كان هو هاجسي الوحيد، فمن أين كنت سأدري أن ملك الموت كان في السباق معي....

‎ما أصعب ذلك اليوم، كان مليء بالاسئلة وأن كنت أفتقد الاجابة على ما دار في تلك الدقائق...

‎كان الموت يحوم أمامي، والغيم في عمقه المطر، فينساب على صدري كأنه الصخر، والصبح له عتمه لم يكن يستعد مثليـ فجلست لاستعيد توازني في بيت أختنا ام زيد فمر طيف بيتنا في الكرك من أمامي يحمل فوقه غيمة سوداء وبدء الجدال في نفسي وكأن نفسي ليست مني، فأندفع هاجس الموت يطرق قلبي وقلت هل هذه طقوس ملك الموت، فحاولت أن استدرجه لمواجهتي عله يسمعنيـ وقلت إذا كنت أنت وليس في الأمر محال فلي رجاء عندك يا ملك الموت ولك أنت أن تختار عندي لك ثلاثة أبناء، خذ أثنان ودع واحد، لم تعجبه فكرتي وأقسم بالله أن أملي بشفائك أبعد عني بأنك أنت من يقصده ملك الموت، ولو عرفت أنك أنت هدفه لركعت بين يديه وجعلت الدمع والدما جسر يحول بينك وبينه لئلا يصل إليك، وأفتديتك بثلاثة وأنا معهم على أن لا ترحل وتركني وحيداً أحمل وجع رحيلك وأشرب سمه كل يوم .

‎إياد ..... لم تتبخر هواجس الموت حتى وصلت إليك. كان قلبي يرجف من القادم وجهلي به جعلني غائب الذهن، وأنت تسمعني صراخك في آخر الكلام.... يا رب عفوك ... يا رب فرجك كانت الكلمات تضرب قدمي وتجعلني عاجز لا أملك قوى تكفي أن أبعد ملك الموت عنك، فكما تعلم يا حبيبي أنك أنت الوحيد قوتي وكان صمتك يعطي قرار برحيلك عني لا أعرف حكمة أن تكون أنت من أختارك القدر ولكنها مشيئة الله لاعيش ما تبقى لي من العمر في حسرة غيابك أخي أياد.... عام على رحيلك وغيابك وأنا مثل موج البحر لا يعرفني النوم، هذه الدنيا بعدك مقفلة والربح والخسارة فيها لا يعني لي شيئا. فأنا لم أخسر سواك ولن يكن في الربح أخا جديدا . فأمي لن تنجب إياد جديد.

‎إياد .. يا بياض العين ومقلتها ويا ناموس بيت أمي كان الأمل والرجاء أن تكون لك عائلة ونلتقي على صحن أمي ولا علم لي أن ملك الموت سيسرق الأمل مني ويهدم روحي وأملي بأن نكون في البناء معا.

‎أخي إياد .... لم يزل طلال يقرع جرس ذكرياتك معه في كل يوم ويجرحني كل لحظة متى سيعود إياد ... آه لو تعلم عصارة الوجع في قلب شاكر وفيصل حين يمر أسمك الذي لا يغيب عنا وهل تسمع صوت الحزن في كلمات زيد الصغير عندما يجتمع على قبرك هو ونور لقراءة الفاتحة على قبر خالهم.

‎أخي أياد .... كيف تتحمل القلوب التي أنت منها أن تسكن في جوف الأرض ويلف عضامك التراب وروحك تحوم في سهرة أمي وقبرك حجيج اليومي أناجيك مثل طفل ضيع الثمين والغالي ... أخي يا دمعة أمي لا أريد أن أطول عليك ففراقك ليس له ثمن وليس لي ولك إلا الله أسجد في كل صلاة وأدعوا الله بأن يقبلني لأكون شفيعك عنده يوم الحساب فإن قبلني فمن غيره يعلم أنك يا إياد جميل القلب وبريء النفس....

‎إلى روحك ألف سلام ودعاء فألم غيابك لا تحتمله الأرض ولا حتى السماء

‎سأظل أكتب عنك حتى نهاية انفاسي

‎ساظل افتقدك واشتاق إليك