عمون - رعد الزبن - احتفل جمهور السيدة فيروز بالعيد الحادي والثمانين لميلادها الذي يتعارف عليه أنّه في 21 تشرين الثاني 1935، ولكنه مسجّل في الدوائر الرسمية للدولة اللبنانية على أنه في 20 الثاني 1934.

ولم يمنع هذا التضارب في المواعيد من أن يجتمع عشاق السيدة فيروز بالملايين في احتفالات عفوية بهذه المناسبة على مدى يومين متتالين عبر التغريدات والمنشورات التي بثها المحتفلون عبر مواقع التواصل الاجتماعي بوسم موحّد هو (#عيد_الدني) وهو وسم مستوحى من أغنية لفيروز بمناسبة راس السنة الميلادية، إضافةً إلى كم كبير من المقالات المختلفة التي نشرت عبر وسائل الإعلام المكتوب حول الوطن العربي بهذه المناسبة عبر خلالها الكتّاب عن تقديرهم ومشاعرهم تجاه السيدة التي أمضت أكثر من 60 سنة من عمرها في مشوار فني مميز مع الأخوين رحباني غيّرت خلاله ملامح الفن العربي ، وإن جاز التعبير فإنها خلقت له ملامح غير مسبوقة ومن الواضح أنها ستكون ملامح وتجربة غير ملحوقة.

تستذكر "عمّون" في عيد ميلاد السيدة فيروز أبرز المحطات الفنية الكثيرة التي جمعتها بالأردن خلال مشوارها الطويل، فإلى جانب البرامج والأغاني والأحاديث الإذاعية التي تم تصويرها في استديوهات التلفزيون الأردني في الستينيات (مثل أغنية شال – كلمات سعيد عقل وألحان الأخوين رحباني)، فلقد خصّت فيروز والأخوان رحباني الأردنَّ بحفلات واكبت نهضة الأردن وصراعه مع الاحتلال في فلسطين (مثل أوبريت حصاد ورماح، أوبريت القصّة الكبيرة، أغنية يا جسرًا خشبيًا)، ولربما كانت مسرحية "بترا" التي كتبها الأخوان رحباني ولعبت فيروز فيها دور الملكة شاكيلا ملكة بترا وقُدّمت على المسرح الروماني في عمّان بحضور ملكي ورسمي وشعبي ، من أهم الأعمال الفنية التي عبّرت عن الجذور التاريخية العميقة للوجود الأردني ، ولا يغيب عن البال ذكر الأغاني الأبرز التي قدمتها فيروز للأردن (أردنّ أرضَ العزم، عمّان في القلب ، هذا الضحى – وجميعها من كلمات سعيد عقل وألحان الأخوين رحباني) هذه الأغاني التي ما زالت خالدة وتمثّل الحجر الأساس في البرنامج الغنائي الوطني لأي إذاعة أو محطّة تلفزيون محلّية ، وتُوِّجت علاقة السيدة فيروز بالأردن في شهر آب من العام 1983 عندما صدح صوتها على مسرح مهرجان جرش كأوّل صوت يغنّي على هذا المسرح الأثري في العصر الحديث ، كما أن الأردن كان الجسر الجوّي للرحلة المؤثرة التي قطعتها فيروز لإقامة حفلها التاريخي الثاني والأخير في مصر عام 1989 أثناء ظروف الحرب الأهلية .

كما افتتحت السيدة فيروز بصوتها مجمّع الأرينا الثقافي كانون الثاني عام 1999 بحفلٍ تاريخي بعد غياب 16 عام عن الأردن زحف من أجل حضوره الآلاف من المحافظات الأردنية والأراضي المحتلة والدول المجاورة، وتجدد لقاء السيدة فيروز بالأردنيين مرّة أخرى في حفل غنائي عام 2004 ، ومرّة أخرى وأخيرة في تشرين الثاني من عام 2007 في عرض لمسرحية صح النوم.

حصلت فيروز على وسام الكوكبة الأردني من الدرجة الثانية بإنعامٍ سامٍ من جلالة الراحل الحسين بن طلال عام 1963 سلّمها إياه دولة السيد بهجت التلهوني رئيس الديوان الملكي الهاشمي آنذاك، وحصلت على وسام الحسين للعطاء المميز من الدرجة الأولى بإنعامٍ سامٍ من جلالة الراحل الحسين بن طلال في العام 1999 سلّمها إياه جلالة الملك عبدالله الثاني (سموّ الأمير آنذاك).

وتمنى جمهور السيدة وعشاقها أطيب الأمنيات بالصحة والأيام الجميلة بمناسبة عيد ميلادها ، وهي بالمكان الذي يليق بمكانتها في قلوب ملايين العرب والأجانب الذين يعاصرون الفن الفيروزي بدهشة لا ينال منها مرور السنين.

كل عام وإنتِ فيروز .. كل عام وإنت #عيد_الدني.