البطانيات عندما أصبحت جاكيتات .. وعباءات .. !
عودة عودة
21-11-2015 12:56 PM
ونحن على ابواب الشتاء لهذا العام والذي يبدو من اوله قارصا وعاصفا.. ذكرني كتاب الذي صدر مؤخرا عن دار اللويبدة وبعنوان : "البطانيات عندما اصبحت جاكيتات" لمؤلفه طلال ابو غزالة والذي يتحدث فيه عن ذكريات طفل فلسطيني لاجئ و معاناته بشكل خاص وعن معاناة الشعب الفلسطيني اللاجئ بشكل عام بعد النكبة الفلسطينية 1948 والمتمثلة في القوة الحربية والدهاء السياسي للعدو و خروج اهل فلسطين من مدنهم وبلداتهم وقراهم والذين كانوا يعيشون فيهابسلام وافضل من غيرهم في دول عربية مجاورة ..
ما اصاب الطفل واللاجئ الفلسطيني "طلال" قبل 67 عاما اصابنا نحن كاطفال من اللاجئين الفلسطينين .. ما اتذكره ان من هذه البطانيات التي وزعتها وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين حينذاك ولا ادري اي بلاد تبرعت بها ان جدتي عملت من هذه البطانية عباءة لجدي الذي لم يستطع الاتيان بعباءتيه السوداء والشقراء لاننا خرجنا وعلى عجل وفي خوف ورعب من الصهاينة ودون دفاع يذكر من احد والقنابل والرصاص ينهمر فوق رؤوسنا وقتل وجرح عددا من اهل قريتي "الولجة" المقدسية وبالتحديد يوم 21 10 1948 ورافق هذا العدوان الصهيوني هجومات اخرى على عدد من القرى المقدسية واخص هنا قريتي الولجة والمالحة ولفتا وعين كارم وبيت صفافا وبتير خاصة الواقعة على جانبي الخط الحديدي الذي يربط القدس بيافا ...
لقد كانت ايام اللجوء هذه صعبة وقاسية ومؤلمة وفي ذلك الجو البارد خاصة انه كان كثير منا يعيش تحت الاشجار في بيت جالا وبيت لحم وقرى اخرى مقدسية ثم قمنا باستئجار بيوت لمن يملك المال او السكن في الكهوف والمغاور .. ومن اقسى هذه المفاجات رؤية جدي البهي الطلعة في عباءة من البطانيات ..!
Odeha_odeha@yahoo.com