قبل أيام قليلة أسف رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير في تصريح غريب عجيب له اعتذر فيه عن الاخطاء التي ارتكبتها بلاده في الحرب على العراق العام 2003 وانتهى باسقاط رئيسه صدام حسين متناسيا بانه وحلفاؤه قد دمروا هذا البلد واصبح بلا علماء ولا مستقبل وبلا جيش ومقسم الى طوائف وملل..
واسف السيد بلير متكرر ومعروف فقد اعتذر العام 2007 عن الدور الذي لعبته بلاده في تجارة العبيد، حيث جرى بيع عشرات الملايين من الأفارقة مات منهم الملايين أثناء نقلهم من وطنهم الأم أفريقيا إلى أميركا لبيعهم في سوق العبيد.
الأسف البريطاني من كبرى الدول في تجارة العبيد الذي جاء متأخراً قد يتبعه أكثر من أسف بريطاني عما اقترفته هذه الدولة الاستعمارية من آثام في وطننا العربي وفي أكثر من موقع في هذا العالم... لُنذكّر السيد بلير أن بريطانيا قامت مع فرنسا بتقسيم بلادنا في الشام والعراق وضمن اتفاقية سايكس بيكو.؟. كما نُذكّر السيد بلير بأن بريطانيا كانت وراء اصدار وعد بلفور لإنشاء وطن ليهود العالم في فلسطين ومساعدتهم عسكرياً في طرد سكانها العرب بالقوة من أرض آبائهم وأجدادهم.
ونُذكّر السيد بلير بأن ما شهدته الحرب العراقية–الإيرانية على مدار ثماني سنوات في ثمانينيات القرن الماضي كانت بسبب تعهد دولته بريطانيا عند وضعها حدوداً للعراق ان تترك لها عشرة كيلو مترات قليلة (ام قصير )على الخليج العربي في حين تعهدت أن تترك لإيران آلاف الكيلو مترات، وهي تعرف جيداً هذه الدولة الاستعمارية أن الموانئ المؤدية إلى البحار الدافئة هي بمثابة الأنف للإنسان وما شاهدناه من شراسة القتال الروسي في الشيشان يدل على ذلك؟!.
كما نُذكّر السيد بلير أن الصراعات الدامية بين الأكراد والأتراك والعرب والإيرانيين سببها بريطانيا التي وعدت الأكراد بدولة لهم بعد انهيار الدولة العثمانية. ونُذكّر السيد بليرايضا بأن ما نشاهده من حروب وصراعات وسباق في التسلح النووي بين باكستان والهند خاصة في أقليم كشمير سببه الدولة البريطانية. كما نُذكر السيد بلير بأن ما يجري من حرب دامية في أفغانستان الآن سببه قيام بريطانيا بحرمان افغانستان من ساحل لها على المحيط الهندي وتركها خلافات على الحدود بين جيران الافغان من إيرانيين وباكستانيين وصينيين وغيرهم وكذلك الخلافات على الحدود بين العديد من دول الخليج العربي وشمال اليمن والجنوب منه.
الأسف البريطاني على الدور في تجارة العبيد والذي قد يتبعه أكثر من أسف مماثل لتقسيم هذه الدولة الاستعمارية لوطننا العربي، ودورها في الاحتلال الصهيوني لفلسطين، والحرب المستمرة بين العراق وإيران في الماضي والحاضر والمستقبل والحرب التي تشتعل بين الحين والآخر بين الهند وباكستان، وافغانستان وجيرانها لن يجدي شيئاً، فقد اتسع الخرق على الراقع، فقد خسر الأفارقة وطنهم الأم افريقيا وخسر العرب فلسطين والعراق ووطنهم العربي الموحد في الشام والعراق، وسيستمر قتال الأخوة في الهند وباكستان وافغانستان وربما إلى الأبد؟!.
الراي