"اكشن" اردني: من تحت "الدلف" إلى "المزراب"
رداد القلاب
19-11-2015 12:13 PM
المشهد في الفيلم العربى، البطل فقير، غالبا ما يعمل بوظيفة "حقيرة"، و"عريان" ويسكن في "التساوي" مفرد "طابق!"، قوي مفتول العضلات ويعمل الخير لكافة اهل الحي و"يمشي الحيط الحيط ويقول يا رب الستر"، لا يؤذي احدا، وصاحب نخوة ويقدم المساعدة للجميع، ويغيث الملهوف والاهم منع الاخرين من "البصبصه" على بنت الجيران، لدى ذهابها الى العمل او الجامعة.
البطله؛ تنتظر باص النقل العام وسط المطر، وفي الاثناء ترشقها سيارة شاب وسيم بالمياه المتجمعة في حفرة الشارع، طبعا البطل الثانوي؛ شاب وسيم يملك سيارة آخر موديل ويسكن في فيلا، بمعنى انه "ابن عز"..، يلحق به ابن الجيران ، لعقابه على معاكسة بنت بلده، المدلل يهرب الى نهاية الشارع ويركن المركبة ، بدورها بنت الجيران تشكر جارها الذي يعود الى عمله وبعد لحظات يعود الشاب الوسيم ويقدم اسفه للفتاة ويطلب منها الركوب لايصالها الى المكان الذي تريد.. وتستمر القصة بـ"خيانات الطوابق" على الاقل بالنسبة لبطلنا..
مواصفات البطل في الفيلم الهندي قريب من البطل والبطلة في الفيلم العربي، والاختلاف بسيط ، ففي الفيلم الهندي، البطل يعشق بنت الجيران التي تخطفها عصابة ويضعها في مكان خلف البحار تتبع لابن احد الاثرياء، ويواجه البطل لانقاذ حبيبته، بالرغم من شدة السيول والفيضانات، الفيضانات التي غمرت المدينة ويدخل السجن عبر الاسوار ويخلع الفولاذ وينقذ بنت البطلة والخاطف يقضي ليلة حمراء برفقة عمدة المدينة، ووجهاء المنطقة وسط مجموعة من الفتيات الجميلات اللواتي يلبسن ملابس ملونة ويسترن فقط منطقة الصدر ومناطق اخرى شديدة الاهمية، اما باقي الجسد.. اما "الاكشن" الغربي وتحديدا الامريكي فالوضع مختلف فالبطل هو عمدة المدينة او مسؤولها الاول الذي يقوم بانقاذ الفتاة من الكارثة كما يقوم بانقاذ حبيبها وذلك بتعريض نفسه للاخطار والسهر والعمل المتواصل الجاد ومحاسبة ابناء الدائرة وتفعيل الرقابة على كامل منطقتة والوقوف على اخر الاسباب ، ثم نشاهد البطل يخرج من المحكمة وقد سلم الجناة والمقصرين والعدالة قالت كلمتها فيهم.
عزيزي؛ الفيلم الاردني، خليط من المواصفات العالمية للافلام وان عقدة القصة "المسؤول" هو البطل الحقيقي، يحاسبك ولا احد يحاسبه، وحده من يخرق القانون!، وحده محمي من العواصف والرياح والصياح، ويحظى بالرعاية الرسمية وهو البطل الحقيقي، والاخرون وهميو البطولة ويطعج "بنت الحي" و"الحي نفسه"، ويكتب السيناريو فهو المخرج وهو المنفذ ..!!
الانباط