عمون - أحمد النسور - حذر رئيس الجمعية الاردنية لاختصاصيي امراض الغدد الصم والسكري الدكتور رشاد نصر من وقوع كارثة انتشار كبير لمرض السكري عام 2025 لا يمكن السيطرة عليه اذا لم نخطط بصورة سليمة وطرق علمية وقائية تحد من انتشاره محليا.

وقال الدكتور نصر امس على هامش الاحتفال باليوم العالمي للسكري الذي صادف اول من امس وحضره زهاء (50) استشاريا في جميع مجالات الامراض المتعلقة بالسكري ان المقلق هو ارتفاع نسبة الاصابة بالسمنة المفرطة لدى الاطفال مستندا الى دراسة تقول ان نحو 25 % من طلبة المدارس مصابون بالسمنة المفرطة التي من شانها زيادة نسبة الاصابة بالسكري وامراض الغدد المزمنة بين صغار السن كما انها قد تؤدي إلى الإصابة بأمراض الفشل الكلوي والعيون والقلب عند هذه الفئة العمرية .

واكد الدكتور نصر ان مؤشر مرض السكري محليا اخذ بالصعود والارتفاع في الاردن وخلال (20) عاما المقبلة سوف تصل الى نسبة اصابة تفوق 106% للاعمار فوق وتحت سن 25 عاماالامر الذي سيشكل عبأ ثقيلا على موازنة الدولة والانظمة الصحة برمتها التي سوف ترزح تحت عبء مواجهة السكري ومضاعفاتة الذي قد يكون وصل الى حد يفوق امكانياتها وتحديدا نظامنا الصحي المحلى .

وطالب الدكتور نصر خلال مؤتمر صحي نظمته "استرازينكا" للادوية والعلاجات الطبية/ في الاردن بالتعاون مع" الجمعية" الجهات الرسمية والاهلية اتخاذ تدابير وقائية عاجلة لسرعة نشر التوعية بالمرض ووقاية الاجيال القادمة وخاصة اطفال وطلبة المدارس والجامعات الذين سوف يكونون وقود زيادة انتشار المرض بينهم لدرجة صعوبة التعامل معه مشيرا ان الانفاق على علاجات مرض السكري ومضاعفاتة للعام الماضي ارتفع ليصل الى (1,6) مليار دينار محليا.

واعتبر الدكتور نصر الاردن ضمن اعلى دول العالم انتشارا لوباء السكري مؤكدا ان ثلاث دراسات اردنية عن السكري اظهرت ان نسبة المصابين بالداء فوق سن 25 عاما وصلت الى 31% .

وعزا نصر انتشار السكري بالاردن تحديدا بشكل واسع الى وفرة الطعام والى نمط الحياة العصرية للناس وعدم ممارسة الانشطة البدنية التي تشير الدراسات ان ممارسيها بلغوا 3% فقط الامر الذي ادى الى زيادة الوزن والسمنة المفرطة لدى الاردنيين من كلا الجنسين لتصل الى 84% .

واعتبر ان السمنة المفرطة هي البلاء التي ينبع منها نهر السكري في الاردن الذي يجب تجفيفه قبل فوات الاوان مشيرا ان الحل يكمن بالتوعية بتناول الاغذية الصحية والتشجيع على ممارسة الانشطة البدنية المختلفة لجميع فئات المجتمع .

وقال نصر ان الاتحاد الدولي للسكري تنبه هذا العام الى هذه المشكلة ورفع شعار يدعو فيه الدول المنكوبة بالسكري ومنها الاردن الى العمل على تبني استراتيجيات توعوية تركز على التشجيع على تناول الاغذية الصحية وممارسة الانشطة البدنية المختلفة ولو لمدة نص ساعة باليوم للحفاظ على وزن مثالي لرعاياها تجنبا للاصابة بالسكري .

من جانبهم اجمع المشاركون بالمؤتمر على ان مرض السكري تحول الى وباء يجب مقاومته والحد من انتشاره من قبل كافة المؤسسات الرسمية والاهلية ومن القطاعين العام والخاص مشيرين ان السكري تحول الى مشكلة لها مضاعفات وتاثيرات على جميع اعضاء اجزاء الجسم بنوعية الاول والثاني .

وتطرقت استشارية امراض الغدد الصم في المركز الوطني للسكري الدكتورة دانا حياصات الى مراحل ما قبل الاصابة بالسكري ومضاعفاتة التي قد تحدث للمصاب ومدى تاثير المرض على حياة المصاب وافراد اسرتة والمجتمع وكلف العلاجات الباهظة .

وعرض رئيس الجمعية الاردنية الامريكة للغدد الصم والسكري الدكتور نديم الجراح دور العلاجات الجديدة والمتطورة التي تعمل عن طريق الكلى وتساعد في علاج مصابي السكري من تعرضهم للاصابة بالفشل الكلوي.

وقدم رئيس مركز الحسين للسكري الدكتور موفق الحياري ورقه حول الجديد في العلاج الآمن لمرضى السكري وتطرق الى احدث العلاجات التي تعطى للمرضى عن طريق الفم .

وردا على سؤال حول فعالية زراعة الخلايا الجذعية وعلاج السكري قال : "لم تثبت فعالية علاج السكري بواسطة الخلايا الجذعية حتى الان وان هذه التقنية لا تزال قيد الدراسات والابحاث " .

وشجع الحياري اجراء جراحات للمرضى المصابين بالسمنة من اجل وقايتهم من السكري وامراض القلب والدهنيات وارتفاع ضغط الدم وقال : ان اجراء هذه الجراحات يعمل على وقاية (السمناء) من الاصابة بالسكري مستقبلا مشيرا ان الاشخاص السمان هم الفئة الاكثر عرضة للاصابة بالسكري .

وقدر الدكتور الحياري نفقات العلاج للحد من السمنة والأمراض المرافقة لها بـ(900) مليون دينار سنويا في الوقت الحالي على الأقل.

وقال: صارت السمنة والسكري من الأوبئة التي لا بد من التصدي لها في المملكة، إضافة الى ارتفاع نسبة الاصابة بالسمنة المفرطة لدى الاطفال مشيرا أن السمنة تقلل من كفاءة الحياة للفرد كما تقلل من العيش لفترة عمرية أطول لارتباط السمنة بعديد من الامراض المزمنة. كما بينت دراسة لوزارة الصحة أن 50%من النساء و25%من الرجال يتبعون حميات في اي وقت على الرغم من عدم وجود جدوى حقيقية منها حيث لم تعمل هذه الحميات على وقايتهم من الامراض المرتبطة بالسمنة .