عمون - تحتفل سلطنة عمان الشقيقة غدا بالعيد الوطني الخامس والأربعين، فيما تواصل السلطنة مسيرة النهضة العمانية الحديثة لتحقيق المزيد من التقدم والازدهار في كل المجالات في ظلال القيادة الحكيمة لجلالة السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان.

ويحمل الثامن عشر من تشرين الثاني لكل أبناء عمان معاني ودلالات ومشاعر فياضة بحجم وقيمة وأهمية ما يقوم به جلالة السلطان قابوس بن سعيد برغم كل الظروف الإقليمية والدولية التي تحيط بالمنطقة.

ويقف الشعب العماني في هذه المناسبة الوطنية مؤكداً استعداده للتضحية بالغالي والنفيس فداء لوطنه وحماية لمنجزاته وسيراً خلف قيادة سلطانه لتحقيق الأهداف والاولويات التي يحددها قائد مسيرته.

وتتزامن احتفالات السلطنة هذا العام بثلاثة إنجازات ذات ملامح خاصة ومميزة تتضافر كلها لتنطلق بمسيرة النهضة العمانية الحديثة إلى آفاق أرحب.

وأول هذه الإنجازات انتهاء خطة التنمية الخمسية الثامنة (2011 -2015) والبدء بخطة التنمية الخمسية التاسعة (2016 -2020) التي سيبدأ تطبيقها اعتباراً من بداية العام القادم، والتي تركز على الاهتمام بالجوانب الاجتماعية والحفاظ على مستويات الدخل الحقيقية للمواطنين مع إعطاء دفعة للمشروعات الصغيرة والمتوسطة والتنمية البشرية.

أما الإنجاز الثاني ذو الملامح الخاصة والمميزة فيتمثل في انتخابات الفترة الثامنة لمجلس الشورى التي أشاد الجميع بنجاحها والتي جرت يوم 25 تشرين الاول الماضي وهو ما يسهم في تفعيل دور مجلس الشورى الذي يتمتع باختصاصات تشريعية ورقابية عديدة بموجب التعديلات التي تم ادخالها على النظام الأساسي للدولة "دستور البلاد" في عام 2011.

وبالتوازي مع ذلك حققت السلطنة انجازها الثالث الذي يتمثل بالملامح الخاصة والمميزة للسياسة العمانية الخارجية وبتحركات السلطنة النشطة عربيا وإقليمياً ودولياً، خاصة ما يتعلق بالشأن العربي، نظراً لما تتمتع به من علاقات طيبة ووطيدة مع مختلف القوى والأطراف الاقليمية والدولية، ولأنها تؤمن بشكل عميق بأهمية وضرورة تحقيق السلام والأمن والاستقرار كشرط لتحقيق التنمية والرخاء.

ويعزز دور السلطنة في هذا المجال أنها تقوم بمساعيها بتجرد وبرغبة صادقة في تحقيق السلام والأمن لشعوب المنطقة بعيداً عن أية أجندات خاصة وهو ما أكسبها مزيدًا من ثقة واحترام كل الاطراف في المنطقة وخارجها.

وفي المجال الاقتصادي تسعى السلطنة جاهدة من أجل استيعاب التراجع الكبير في الايرادات نتيجة انخفاض أسعار النفط من خلال خطوات وسبل متعددة مع الحرص على عدم المساس بالخدمات الاساسية التي تقدمها للمواطن، وتعزيز الايرادات المالية للدولة وخفض الانفاق الحكومي وزيادة مساهمة القطاعات غير النفطية في الناتج المحلي الاجمالي وهو ما بدأت نتائجه تتضح بالفعل خلال الاشهر الماضية.

وأدت الجهود المبذولة في مجال تحسين ترتيب سلطنة عمان بين دول العالم بالنسبة لسرعة انجاز الأعمال الى احتلالها المرتبة الثانية على الصعيد العربي والمرتبة الثانية والعشرين على المستوى الدولي من بين 158 دولة شملها التقرير الثالث لمستوى السعادة حول العالم لعام 2015.

كما حققت السلطنة ترتيبا جيدا في غير ذلك من المؤشرات التي ترتبط بمجموعة كبيرة من العوامل الاقتصادية والاجتماعية والثقافية ومستويات الرعاية الصحية والاجتماعية، بفضل الرعاية الحثيثة التي يوليها جلالة السلطان قابوس بن سعيد للمواطن وللمجتمع العماني.