العنوان الذي اختاره الاستاذ الدكتور حمزة حداد لكتابه الجديد الذي شهدنا حفل اشهاره اليوم.... في اللقاء الذي حضره العشرات من اهل العلم والفكر والقلم والسياسة وتحدث حول اهمية الكتاب وموضوعاته ساسة وقانونيون ومفكرون واعلاميون وناشطون في حقوق الانسان ....عنوان مثير ويبعث على السؤال عن المقصود بالعنوان...لتكتشف انه العقل العربي.
في السنوات الاخيرة اصبح من الصعب ان يجتمع اكثر من مئة شخص حول موضوع فكري الا اذا كان المحاضر داعية او شيخا او مهرجا. اما اليوم فقد استطاعت سمعة حمزة حداد واحترام الناس له ولاستقامته وعلمه ان تجمع ما يزيد على مائة وخمسين سياسيا ومفكرا وقانونيا من الذين جذبهم فكر رجل القانون والسياسي الذي ظل مخلصا لمبادئه ومصداقيته التي بناها على اسس المعرفة والعمل الجاد والحكمة التي عرف بها فقد عمل استاذا جامعيا وعميدا للحقوق ومحاميا ووزيرا للعدل ومحكما في عشرات القضايا التي اكسبته الكثير من الثقة والتقدير.
الاساتذة الذين تناولوا موضوع الكتاب اشاروا الى القضايا التي تناولها اشارات عابرة فلم يتمكنوا من تجاوز عتبات الاسئلة التي اعاد طرحها واشر على الشواهد التي يمكن الاستعانة بها للوصول الى اجابات حول مضامينها.
المجالي والحباشنة والحموري والمحافظة شخصيات وازنة في الثقافة والقانون والسياسة والاكاديميا والموضوع شائك ومعقد وفي طياته اقوال واحداث واسئلة وتابوهات واتهامات ومشاعر تسكن تحت طبقات الفكر والوجدان الذين يصعب الفصل بينهما عندما يتعلق الامر بالدين..
محاولة الدكتور حداد الاضاءة على اكثر من اربعين مسألة من مسائل العقيدة واجراء بعض الحفريات المعرقية حولها في محاولة لبيان ما علق بها عبر القرون جهد استثنائي يعظم من قيمة العقل الذي حجبته سلطة الشيوخ عن ان يسأل او يفكر فيها..
وخصوصية العمل تاتي من انه نتاج لاسئلة يطرحها رجل عمل في صياغة الاطر التي نظمت المجتمع والعقل والسلوك وخبر اهميتها في ايجاد النظم ويعرف ان تفكيكها وتركيبها يساعدنا على استيعابها واكسابها حيوية ومرونة تحسن من قدرتها على القيام بوظائفها.
ما من شك ان بعض الذين حضروا اليوم صدموا من جرأة الطرح والمدى الذي مارسه الكاتب في ترجمة حقه في السؤال وتخليه عن عادة المسايرة التي طالما دفعت بنا الى حشو ادمغتنا بقضايا وروايات لم نتوقف يوما عند مدى صمودها وتماسكها امام تساؤلات العقل الذي يتراجع امام الروايات التي يتولى تقديمها الرجال الذين ظنوا انهم يمثلون الله على الارض..
تحية ل حمزة حداد على محاولته تحريضنا على التفكير في قضايا حجب العقل عنها قرونا.