تستعد دائرة الإحصاءات العامة لإجراء التعداد السادس بتاريخ المملكة في نهاية هذا الشهر ، وبالتعداد المنتظر ستنتهي ان شاء الله حالة الــ «تحزير» عند مسؤولينا الى الأبد ،ففي الوقت الذي يخرج فيه تصريح رسمي مفاده ان الأردنيين تجاوزا الــ9 ملايين ، يؤكد آخر اننا فقط 6 ملايين نسمة ، وفي نفس الوقت لا يوجد أرقام حقيقية ودقيقة لعدد اللاجئين ولا المقيمين في المملكة سواء بصفة العمل او الدراسة...فأرقام وزارة الداخلية / دائرة الجوازات تختلف عن أرقام دائرة الإحصاءات ..فالموضوع «الرقمي» طعة وقايمة في بلدي العزيز ولله الحمد.
لكن نتمنى الا يذهب تعب «الباحثين» سدى ، اتمنى الا يضيع جهد أكثر من 23 الف باحث احصائي بالبيروقراطية ورمي النتائج على الرفوف كما هو الحال في كل عمليات البحث والتدقيق بدءاً من تقرير ديوان المحاسبة وانتهاء بــ»آي باد» الباحث الذي يجوب فيه البيوت والمساكن ، بمعنى أوضح ، نتمنى الا تصبح نتائج التعداد مثل شهادة خلو الأمراض التي نستخرجها للوظيفة...لا المانح «يفحص» ولا الطالب «يدقق»..وبالتالي تصبح اجراء روتينياً يجرى لاستكمال المعاملة لا أكثر...
ليس المهم اجراءات التعداد الذي سيجري نهاية هذا الشهر، فهو سينجح حتماً وستكون نتائجه قريبة ودقيقة من الرقم الحقيقي للسكان والمساكن والمقيمين باستخدام تقنيات التعداد الحديثة والربط الاليكتروني، لكن الأهم ما بعد التعداد..فقد مللنا التخطيط القائم على «الغميض» والتنفيذ القائم على «الغميض» وكلام «الغمّيض».. لأن العالم «مفتّح» و لا يفهم الآن الا لغة الأرقام فإذا كنا لا نملكها فإننا لا نفهم لغة العالم ولا نفهم على انفسنا حتى...
النتائج التي ستظهر من التعداد القادم يجب ان تكون «مفكّرة» بشرية تعود اليها الدولة في كل خطوة تخطوها من توسعة مدن واعادة النظر بالبنى التحتية وتحديد الاكتظاظات السكانية والمتعطّلين عن العمل وعدد المقيمين واللاجئين لنعرف كيف نخاطب الدول المانحة...اذا لم يكن لديك رقم تتحدث فيه بوضوح ...سوف تبقى «تهيجن» بعموميات لا تقنع حتى جدتي.. الراي