خطاب العرش السامي دعوة للتفاؤل بالمستقبل
د.عبد الناصر الخصاونة
16-11-2015 05:57 PM
خطاب العرش السامي في افتتاح الدورة العادية الثالثة لمجلس الأمة أمس الاحد، مثّل دعوة للتفاؤل بالمستقبل، رغم كل التحديات التي تواجه المملكة وفي ظل القلق العالمي حيال تفشي الارهاب وثقافة الرعب.
فأي دولة في هذا الكون الذي لفه سواد الارهاب، تتحدث عن المستقبل بهذا القدر من التفاؤل باستثناء الاردن؟ وأي زعيم عربي وعالمي يفكر في خضم الفوضى والاضطرابات والتحديات الأمنية يتحدث عن الاصلاح والتطوير والتحديث والمستقبل بهذا القدر من الايجابية سوى الملك عبدالله ؟
تخيلوا أن خطاب العرش الذي يأتي عقب اسبوع حزين وقاس في الاردن، شهد ثلاث حوادث مأساوية، يستهل بالحديث عن "خارطة طريق للإصلاح والتنمية والتطوير كخيار وطني" َ!، فيما يتذيل التحدي الأمني المحلي والاقليمي الخطاب السامي.
هو خطاب استثنائي، مباشر في طرحه وواضح في أهدافه، وواقعي في رؤيته، وجريء في تفاؤله ونظرته نحو المستقبل، ولكن علمتنا الأيام والتجارب أن الرغبة الملكية والتفاؤل الذي عمّ الخطاب لا يكفي مادامت كلمات جلالته تجد حرارة بالتصفيق وبرودة بالتنفيذ لدى الجهات المعنية بترجمة الخطاب الملكي، وهذا ليس كلامي أنا، فمن يقرأ الخطاب جيدا يستشعر الانتقاد المبطن والاستياء الملكي الخفي بين الاسطر، للبيروقراطية الاردنية، ولتيار لا يؤمن بالاصلاح كضرورة، ولقوى سياسية تمتهن المناكفة على حساب الوطن.
لم تتح لشعب مقومات وفرص التطوير والتقدم كما اتيحت لنا، فرأس الدولة أكثر من يتحدث فيها عن الاصلاح، واكثر من يدعو للتطوير والتحديث، وأكثر من يسعى لتمكين الشعب من قراره، في حين يأتي الرد على الانفتاح الملكي بعرقلة المسيرة، بل وشدها الى الوراء، والتباكي على الحال وسوئه، ولعن الظلام الذي صنعناه بأيدينا، وحين تمد لنا شمعة لا نتوانى عن اطفائها.
باختصار، لا ينقصنا سوى العمل باخلاص ، فالاردن ليس فندقا للاقامة أو منتجعا للترفيه.