أحداث وأحداث نشهدها كل يوم، فمن يتابع ما يحدث حولنا من جرائم وقتل وسفك للدماء وإنتهاكات في كل أنحاء العالم حيث لا يخلو مكان الا وسمعنا عن احداث مؤلمة تجري فيه بحيث أصبح الناس يعيشون حالة من الاكتئاب والقهر لما يحدث ,أحداث تسبب الألم والتعاسة والغضب يُعَبرون عنها في صفحاتهم على مواقع شبكات التواصل الاجتماعي مما يدل على فقدان الراحة النفسيه وعدم رضاها في حياة يطغى فيها الشر على الخير.
ومن يتابع ما يحدث على أرض فلسطين بالذات من ظلم يقع على شبابها وأطفالها ونسائها وشيوخها، يشعر بالالم العميق والحسرة على شباب في عمر الورود لم يروا الحياة بَعَدْ, ولم يعيشوا الا القهر على أرض سلبها العدو الصهيوني، عدو لا يَرْحَم، يقتحم أراضيهم, ويهدم منازلهم, ويقتل شبابهم بدم بارد، يتسللون الى المستشفيات وأسلحتهم بايديهم ليطلقوا الرصاص على المصابين الراقدين على أسرة الشفاء ويردوهم قتلى، أي ظلم هذا؟؟؟وأي قهر يعيشه أهل الانتفاضه والأرض أرضهم والاقصى أقصاهم وأقصى العرب والمسلمين؟؟ أي صرخة نطلقها ومن أعماقنا ولمن؟
يا من فجرتم أقلامنا!!!يا أبناء الانتفاضة!!يا أبناء الحضارة والمجد والملحمة!!لقد سجلتم في تاريخ الامة إرادتكم الصلبة ووقفتكم المشرفة بوجه الغاصب المستعمر الصهيوني ,وقدمتم التضحيات السخية وقوافل من الشهداء ,وأثبتم لكل العالم جدارتكم بالسير في مسيرة الكفاح والنضال ومواجهة الاعداء بكل قوة وإرادة وإصرار على تحقيق النصر.
لقد أذهلتم العالم بضرباتكم القاصمة للاعداء وقهرتم اليهود بإبتسامتكم التي تعلو وجوهكم الشريفة والمناضلة التي لا يهزمها سلاح العدو ولا جبروته,إذ أن جرائمهم لم تَعُدْ تَخْفى على أحد في العالم ,هؤلاء الشراذمة الذين تجمعوا على أرض العروبة والطهارة وأرض المعراج,لن يدوم لهم تجمعهم بل سيكون فيه نهايتهم, وسوف ياتي اليوم الذي تشرق فيه شمس التحرير والنصر لتكون وهاجة في ربوع فلسطين,يقول الله عز وجل في كتابه الكريم"وما النصر الا من عند الله العزيز الحكيم",,وهذا وعد الله لنصرة المظلومين وأن غدًا لناظره قريب وسوف يخسأ الخاسئون ,أما شهدائنا فهم في عليين مع الأبرار والصالحين .
يا من رسمتم صور التاريخ والنضال والتضحيه والرجولة, أنتم من جعلتم العالم يدرك أن الحلم لن يكون مستحيلا,فحلمكم هو الأرض ,وأنتم من سطرتم براءة الرجولة المبكرة ووقفتم فوق الأرض بجذور عميقه كأشجار البلوط الشامخه التي لا تكسرها العواصف والرياح,,أنتم من أنجبتم الصمود والعز والكرامة لأنكم رضعتم من أرض فلسطين ...الشهادة.
كنتم الوحي والإلهام لمعنى الانتفاضة، وكنتم القول والفعل كما كنتم الحقيقة التي رسمتموها وقدمتموها بكل حق,وعلمتم العالم درساً في القوة وأظهرتم عجز الآخرين والمتفرجين,وتركتم العالم يُفَسر سركم وغموضكم وإبتسامتكم التي لا يقهرها عدو.
يا من فجرتم أقلامنا!! أيها العصيون الذين يقفون أمام عدو دفعتموهم الى الجنون ,انتم من صنعتم التاريخ وأنتم القادة وصدق من قال:"انتم القادمون من رحم كل إمرأة تلد اليوم أو تلد غداً,أنتم كل طفل في رحم الأرض,أنتم السابقون على درب الخلود,فهل سنكون نحن اللاحقين بكم ؟؟؟".
هنيئا لكم الشهادة وهنيئا لكم الجهاد وهنيئا لكم الشرف والعزة,فعندما يرتقي الشهيد ويسير في زفاف ملكي الى الفوز الأكيد ,وتختلط الدموع بالزغاريد وعندما لا يبقى لنا شيئا نقوله او نفعله ,لأنه قد لخَص كل قصتنا بإبتسامة ,وكل قطرة دم سقت نخيل الوطن فأرتفع شامخا وكل روح شهيد كسرت قيود الطواغيت ,وكل يتيم غسل بدموعه جسد أبيه الشهيد الموسم بالدماء ,,وكل أم ما زالت على الباب تنتظر اللقاء,ننحني إجلالا لكم أيها الأبطال الشهداء ,,ونغيب ,,وتغيب الشمس خجلاً منكم.......وإلى روح الشهيد نقول:
صعب علينا أن نرى بدراً هوى ونرى التراب على سناه مهيلا
صعب بأن نجد الذي حمل الهدى أمسى على أعناقنا محمولا
ً
صعب علينا أن يباعد بيننا هذا التراب فلا نراه طويلا
يا من ضربت لنا المثال مضحياً وأريتنا صور الجهاد الأولى
حييت في ظل العقيدة ثابتاً وأبيت إلّا أن تموت أصيلاً
قد كان آخر ما نطقت بذكره "الله أكبر " رتلت ترتيلا
ً
ألقوك في ظلم السجون وظلمها فأضأت في ظلماتها قنديلاً
وصبرت صبر الأنبياء كأنما تلقى ثباتك من يدي جبريلا
يا مؤمناً كانت حياتك قدوة ستظل روحك في الطريق دليلاً
نم يا زكي الدين إنّك خالد ما كان ذكرك يا أخي ليزولا
نم يا شهيد الحق مسروراً فقد كان المنام عليك قبل ثقيلاً
وأنعم بلقياك الرسول محمداً وبوجه ربك راضياً مقبولاً
وأنعم بلقياك الرسول محمداً وبوجه ربك راضياً مقبولاً
وإذا لقيت أمامك البنا فلا تنسى السلام عليه والتقبيلا
أبلغه أن جنوده بعرينه لن يتركوه وإن لقوا عزريلا