دور العبادة ودورها في خدمة المجتمع
م. محمود العوران
16-11-2015 11:45 AM
قبل ثلاثة شهور تقريبا وتحديدا في هذه الزاوية تحدثت عن الاستعدادات المطلوبة لفصل الشتاء ، وحصل ما حصل من خسائر في الأرواح والممتلكات، فما حصل هو قدر الله سبحانه وتعالى وكان هنالك أيضا تقصير وأخطاء ، ونُقدر أيضا لإخوتنا في الدفاع المدني الذين لم يدخروا جهدا رغم شح بالأفراد والمعدات لاتساع الرقعة الجغرافية المتضررة و بالرغم من بعد المسافات وعدم القدرة على الوصول الى مكان الحدث بوقت قياسي بسبب الإغلاقات للطرق الناتجة عن تدفق المياه ونعلم جميعا بأنه لغاية الآن لم يدخل فصل الشتاء ونؤمن بأن المرء يتعلم من أخطائه
وهذه المرة سأتحدث عن جهة رسمية لها دور هام وكبير في مثل هذه الظروف الجوية، ولها دور كبير في أن تُكمل الرسالة التي وجدت من أجلها فدور العبادة في مثل هذه الظروف يجب أن تشارك في خدمة المجتمع ، ومن ارقي واسمي العبادات عند الله إغاثة الملهوف .. فالكارثة ان حلت تركت الكثير من الملهوفين ... فقد حصل ما حصل و نأمل من الجهات الدينية ذات العلاقة سواء دائرة الإفتاء او وزارة الأوقاف والمطارنة وغيرهم ، وجميعهم لهم من التواصل الاجتماعي القدرة الفائقة في إيصال المعلومة وخدمة المنطقة أو الحي.
وأننا بحاجة إلى شحذ الهمم من خلال المساجد والكنائس ونجد انه وبعد كل صلاه في معظم المساجد والكنائس من يقف ويتحدث ويطلب دعم لبناء مسجد او كنيسة او صيانتهما أو للفقراء أو المحتاجين ، وأهل الخير لا يقصرون ابدا وحبذا ان تقوم وزارة الأوقاف أو دائرة الإفتاء بأن يكون في كل مسجد متطوعون وهم بالمناسبة كثر ومتحمسون للخدمة الاجتماعية والتطوعية ولديهم حضور طويل في المساجد وفي أوقات تبدأ مع ساعات الفجر الأولى ولديهم القدرة على الوصول إلى موقع الحدث وإجراء اللازم من إخلاء او أيه إسعافات أولية بعد دورة بسيطة ولو ليوم واحد في إدارة الدفاع المدني وكذلك الأمر يتواجد المتطوعون في الكنائس وهم أيضا على أهبة الاستعداد
ويعلم الجميع بأنه لدى كل مسجد لجنة مؤلفة من سبعة أشخاص دورها الرئيسي إدارة شؤون المسجد، فلماذا لا يكون أيضا لهذه اللجنة والمسجد دور في مثل هذه الظروف فسيكون المسجد او الكنيسة قد أدى رسالة سماوية سامية لإنقاذ أرواح الأطفال والنساء و الشيوخ والممتلكات و يعلم الجميع بأن لكل مسجد او كنيسة مخصصات مالية من تبرعات وغيرها فيا حبذا بأن يكون في كل مسجد و كنيسة معدات خاصة به لا يتجاوز قيمتها 500 دينار لكنها تنقذ أرواح وممتلكات لا تُقدر بثمن ، تساعد في عمليات الإخلاء وسحب المياه .. الخ
وللكنيسة دور لا يقل أهمية عن المسجد في خدمة المجتمع فتعاون الجميع مطلوب ، فقد أعجبنا ذلك المنظر الذي تداولته مواقع التواصل الاجتماعي لشاب جامعي مسيحي خلال شهر رمضان المبارك يقوم بتوزيع الماء والتمر على الصائمين مع قرب حلول آذان المغرب ...
فهذا هو التعايش الديني الحقيقي وهذه سمة الأردنيين جميعا
فتعاون الجميع مطلوب.. إننا ننتظر ذلك