أطل سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد على الأردنيين بصوته عبر فيديو في الذكرى الثمانين لعيد ميلاد الراحل الكبير الملك الحسين بن طلال في رسالة إختار لها عنوان « من الحسين الى الحسين».
الفيديو الذي حظي بمشاهدات واسعة النطاق , لم يكن عاطفيا وإن حمل شحنة هائلة من العاطفة , فقد حمل أيضا دلالات مهمة جسدت الرسالة التي حملها الحكام الهاشميون وتوارثوها جيلا بعد جيل.
للحسين بن طلال مكانة كبيرة عند الأردنيين وهو علامة بارزة على المستويين العربي والدولي , وقد إختار قبل رحيله عبدالله الثاني ملكا يرث عرشه وفي وجدانه يقين بأن الملك الشاب هو أهل لحمل الرسالة يفاخر بالأردن ويفخر به ، لقيادته التي ثبتت حصافتها بالنتائج فهذا هو الأردن كما كان دوما واحة أمن وإستقرار ، رغم كل العواصف في الجوار والعالم.
عندما رحل الحسين إشتدت المخاوف حيال المستقبل , لكن الملك الشاب بددها بسرعة فذات النهج وذات الرسالة كانت قارب النجاة وكانت في ذات الوقت البناء الراسخ الذي يلخص فلسفة الحكم عند الهاشميين وقد كان خيار الحسين خيرا للأمة.
لا تقل الخطوب التي أحاطت بالأردن في عهد الحسين الراحل خطورة عن تلك الماثلة اليوم فلكل زمان أخطاره وله أماله وطموحاته، وإن تغيرت الأدوات والعناوين، لكن حكمة التعامل معها لم تتغير.
دون غيرهم إمتلك الملوك الهاشميون سر الحكمة وهي تلك التي لخصها الحسين الحفيد في رسالته وهي إرث الحسين الجد التي ورثها عن أجداده أينما حلوا ملوكا وقادة لهذه الأمة ، ونواميسها هي غرس قيم المواطنة وقيم الشهامة والتعايش والتضحية والعطاء، والأردن لكل العرب ثابت المبادئ، يحتضن اللاجئ، ويغيث الملهوف، ويصدق الوعد، ويحمل رسالة السلام.
في رسالته الى سموالأمير الحسين عندما أكمل الثامنة عشرة من عمره أسند جلالة الملك عبدالله الثاني ثقل المسؤولية الى الحسين الذي أصبح وليا للعهد , عندها عرف الأمير الشاب أن قادم الأيام ستحمل أسلوب حياة ومنهج عمل جديدين وشاقين كما وصفتهما جلالة الملكة رانيا وهي تشفق على الفتى الصغير من قسوة المسؤولية إذ تداهمه مبكرا, عنوانها أن المسؤولية أمانة وأن العدل هو أساس الحكم والرحمة والعفو والتسامح وخدمة الشعب واجب وشرف.
وكما ورث أبو الحسين من أبي عبدالله أعمدة الحكمة ها هو ينقلها الى ولي عهده من الجد الى الحفيد «أنظر إلى كل واحد من شعبي على أنه بمكانة الأخ أو الأب أو الابن، فأوقّر كبيرهم، وأرحم صغيرهم وضعيفهم، وأساوي بينهم في الحقوق والواجبات، وأصفح وأعفو عمن أساء منهم، ولم تكن العلاقة بيننا نحن الهاشميين وبين الشعب الأردني الوفي العزيز علاقة حاكم ومحكوم، بل كانت علاقة محبة واحترام وتراحم وتكافل وهم على إختلاف المنابت والأصول والظروف الصعبة ظلوا أسرة واحدة متحابة متماسكة.
حمل الحسين الحفيد اسم الحسين الجد وقد إجتهد كثير من الناس بالتنقيب عن علامات الشبه في الإطلالة والشكل والمظهر وحتى في الصوت.. ليس الشبه هو المهم بل إنه الإلهام والمبادئ وهي التي تجسدت في عبدالله وتزهر في الحسين ولي عهده وقد كان خيار عبدالله خيرا للأمة أيضا.
الرأي