المقابلة الملكية مع محطة يورنيوز
د. هايل ودعان الدعجة
16-11-2015 02:29 AM
ما يلفت الانتباه في لقاءات ومقابلات وتصريحات جلالة الملك عبد الله الثاني المختلفة، تشخيصه الدقيق وقراءته العميقة للملفات والقضايا التي تطرح على جلالته خلال هذه المناسبات وتستحوذ على اهتمام الراي العام، ما يجعلها حديث الأوساط السياسية والإعلامية والأكاديمية في شتى انحاء العالم، التي تتعامل مع الأفكار والتحليلات الملكية كمرجعية تاريخية وعالمية يعتد بها في التعاطي مع الاحداث التي تشهدها الساحة الدولية. وكثيرا ما كنا نشاهد تفاعل الحضور وسط أجواء حماسية معبرا عنها بالوقوف المتكرر والتصفيق الحار والمتكرر أيضا، تفاعلا مع الكلمات والخطابات التي كان يلقيها جلالة الملك من على المنابر الدولية في المناسبات والفعاليات المختلفة، تعبيرا عن اعجابها وتقديرها للطروحات والرؤى الملكية. وهو ما تجسد على ارض الواقع في الأفكار والحلول التي طرحها وقدمها جلالة الملك في اكثر من مناسبة حول ملفات إقليمية ودولية مختلفة.
ففي المقابلة التي أجرتها محطة يورنيوز الأوروبية مع جلالة الملك الأسبوع الماضي، والتي شكل موضوع الإرهاب عنوانها الأبرز، فقد سلط جلالة الملك الضوء على التحديات التي يواجهها العالم جراء انتشار واتساع نطاق العمليات الارهابية، التي لم تعد مقتصرة على دولة او منطقة معينة بل باتت تأخذ ابعادا دولية، ما حدا بجلالته الى وضع المجتمع الدولي امام مسؤولياته الأخلاقية والإنسانية لمواجهة هذه الحرب العالمية الثالثة كما وصفها جلالة الملك مطالبا بضرورة التعاون والتنسيق وبناء تحالفات دولية، ووضع استراتيجية تشاركية عالمية لمواجهة التهديدات والتحديات الناجمة عن هذا الإرهاب العالمي في ظل وجود جماعات وتنظيمات في شتى انحاء العالم، تمثل فروعا عالمية لتنظيمات إرهابية كداعش وغيرها. مؤكدا جلالته على أهمية تجاوز الخلافات التاريخية بين الأطراف الدولية، وتحررها من عقلية الحرب الباردة للتصدي للارهاب، واستغلال الوجود الروسي في سوريا والتعامل معه كأمر واقع من اجل اطلاق عملية سياسية جديدة في سوريا والدفع بها الى الامام.
ولتأكيد عالمية ظاهرة الإرهاب أشار جلالة الملك الى التداعيات والتحديات التي تواجه بعض دول أوروبا تحديدا جراء هذه الظاهرة، ممثلة بالمقاتلين الأجانب الذين انضموا الى التنظيمات الإرهابية في المنطقة، حتى اذا ما عادوا الى بلدانهم اصابوها بعدوى الارهاب، إضافة الى اللاجئين السوريين الذين وصلوا شواطئ دول أوروبا وحدودها بطريقة أسهمت باثارة الخلافات بينها وكشفت حقيقة موقفها من القضايا الإنسانية ومنظومة حقوق الانسان بعد ان فشلت فشلا ذريعا في التعاطي مع بضع الاف من اللاجئين الذين تقطعت بهم سبل العيش. فيما الأردن البلد الصغير والمحدود الموارد والإمكانات يتحمل عبئا كبيرا نيابة عن المجتمع الدولي من خلال استضافته مليون و400 الف لاجئ سوري في ظل معاناته الاقتصادية والمالية الصعبة جدا.
وعن القضية الفلسطينية، فقد اكد جلالة الملك على ان الصراع الفلسطيني الإسرائيلي يمثل جوهر الصراع في المنطقة، وهو جزء من المشكلة التي يعاني منها الاقليم حيث يستغل المتطرفون محنة الفلسطينيين كحجة لاقناع الناس بالانضمام اليهم، متسائلا جلالته.. كيف لنا ان ننتصر في المعركة العالمية ضد الإرهاب، اذا استمر الجانب الاسرائيلي في الإصرار على ان لا علاقة له بمشكلة الإرهاب ؟
الرأي