على ذمة كتاب قرأته قبل سنين، ونسيت اسمه، فقد تحدث عالم النفس الكبير سيجمند فرويد عن عدة جروح نفسية أصابت الإنسان.
تحدث أولا عن الجرح النرجسي، الذي أصاب الإنسان حين تحدث المرحوم كوبرنيكس وأثبت أن الأرض هي التي تدور حول الشمس، وليس العكس، وبالتالي فقد الإنسان وهمه الكبير بأنه مركز الكون، وأن الأفلاك تدور حوله، لإضاءة لياليه بالرومانسية والسحر والحنتش بنتش والدندن ورسن.
الجرح الثاني الذي تحدث عنه فرويد، وقد نسيت ما سماه، لكنه يتعلق بجوهر الإنسان ، وتأتى هذا الجرح بعد أن اكتشف تشارلز داروين بأن الإنسان ما هو الا سلالة متطورة عن الحيوان، أي انه – الإنسان- حيوان ما، سمه الحيوان الضاحك أو الناطق أو العاري أو القاري... لا فرق .. لكنه حيوان.. مجرد حيوان، مثله مثل غيره من الدواب والزواحف.
جرح ثالت حكى عنه فرويد أعتقد أنه سماه الجرح الذاتي ، وهو يتعلق بأوقيانوس اللاشعور، الذي اكتشفه فرويد ذاته، وقال بأنه يتحكمبإلانسان تماما ويملي عليه اسلوبه وتصرفاته وطريقة حياته بأكملها، بينما كان الإنسان يعتقد قبل ذلك بأن الوعي هو الذي يبني تصرفاته وممارساته.
كان فرويد مخطئا في شيء اساسي هو انه اعتقد ان هذه الجروح يعاني منها الإنسان بالمطلق، لكن هذا غير صحيح ، وهي مجرد جروح تصيب – على الأغلب – الإنسان الأوروبي المستعمر الذي كان يحتكر خيرات الكرة الأرضية بأكملها في ذلك الوقت (عام 1917). إذ من الممكن أن تؤثر هذه العقد في نفسيته المنتفخة أصلا.
نحن في العالم العربي ، لم نقتنع جميعا حتى الآن بأن الأرض كروية ، وأغلبنا يرفض نظريات داورين ويعتبرها تهافتا للتهافت، أما قصة اللاشعور ، فنحن لم نسمع بالنظرية أصلا، ومن سمع بها منا ، لم يفهمها............ هه هه هه هه هه قال لا شعور قال؟؟!!
وتلولحي يا دالية
الدستور