عندما يحلم الاردني
المحامي الدكتور هيثم عريفج
15-11-2015 01:13 PM
نعيش كاردنيين في وطن نعشقه حد الجنون، نعشق ترابه وهواه، نهوى جمال جباله وسحر سماه، نتلذذ بطيب عطره، ما عليك الا ان تشاهد كيف يطرب الاردنيون لاي فرحة مهما كانت صغيرة حتى لو كانت بمستوى فوز كروي ، او مسابقة غنائه، وكيف يرقص الاطفال والشيوخ فرحاً على وقع اغاني الجيش والامن العام وغيرها من شدة حبهم للوطن والارض . حتى تعلم كم نعشق هذا الوطن ونحب اسم الاردن.
هذا المواطن يستحق ان يعامل بكل صدق وتواضع لتحقيق احلامه وتطلعاته. لتحقيق اماله البسيطة جداً، البسيطة بساطة هذا الوطن الصغير. هذا المواطن الذي يعد بالفعل الخزينة الحقيقية للدولة الاردنية والذي يكاد ان يكون موردها الوحيد.
الغصة تعتصر قلب كل اردني، عندما يتأمل ويحلم بمستقبلة .عندما يفكر بان كل هذا الانتماء والولاء لتراب هذا الوطن لا يشفع له ليجعله مطمئناً لما هو قادم من ايام.
احلام الاردني بسيطة لا تتعدى احلام ابسط طفل في هذا الوطن ، فما الذي يحلم به المواطن الاردني البسيط الفلاح او البدوي عندما يتخيل المستقبل؟
يحلم الاردني بشوارع نظيفه خالية من المطبات والحفر ، يحلم بماء نظيف للشرب و للاستعمال دون ان يسهر الليل بطوله ينتظر امتلاء خزانات بيته العلوية. يحلم بان يمضي هذا الاسبوع دون ان توقظه زوجته في منتصف الاسبوع مستنجدة (الحقني يا ابو فلان انقطعنا من المي).
يحلم الاردني بقانون يحميه ولا يتركه عرضة للمبتزين في حوادث السير والمشاجرات وسرقات المركبات . يحلم بالعدل والمساواة في التعيينات وفي مواجهة القانون والقضاء . بحيث لا يتنمى ان يحمل اسم عائلة مختلف ليعامل معامله تفضيلية امام القانون .
يحلم الاردني بان يدرس ابناؤه بمدارس لا يتسرب منها المدرسون دون النظر الى ما سيحدث بالجيل القادم من تجهيل وفرز طبقي . يحلم بان يكون بمقدوره رصد المبالغ الكافية لدفع اقساط التعليم الجامعي.
يحلم الاردني بان يعاقب الفاسد والسارق وان يستعاد ما نهب من جيب الوطن. يحلم بان تجد الحكومه مصدراً اخر لسد عجز السرقات غير جيبه الخاوي .يحلم بمجلس نيابي محترم يحافظ على ما تبقى من كرامته.
يحلم الاردني بمعارضة شريفة لا تبيع ولا تشتري بالوطن والمواطن ، يحلم بان يكون هم المسؤول والمعارض خدمة المواطن لا ان يكون همه هبش ما يستطيع قبل ان يغادر تاركاً موقعه لطامح اخر.
يحلم الاردني بان يحترم امام كافة الدوائر لا ان يكون عرضة للاهانة والاستخفاف والصراخ من ابسط موظف لا لشيئ، الا لاعتقاد الموظف انه ما زال في عهد الدولة العثمانية ورقاب الناس في يده.
ما ابسط احلامنا وما اسهل ان نحققها . لكن علينا ان نعمل جميعاً لذلك ، علينا ان نغير فكرنا بحيث يكون تحقيق احلام الاردنيين لا احلامنا الفردية هو الهدف.