الارهاب ،،، والعودة من غزوة باريس ؟!
د. بلال السكارنه العبادي
15-11-2015 06:00 AM
مسلسل ودوامة الارهاب التي ما زالت تلقي بظلالها القاتم والاسود في اجزاء متعددة من انحاء العالم مستمرة بغموضها وعنفها وطريقة تنفيذها ،حتى راينا باريس وهي تعيش ايام صعبة وسوداء ما بين رائحة العطور الفرنسية ورائحة دماء من يتواجد على ارضها من قتلى وجرحي ليوم دومي يذكرنا باحداث سبتمبر .
مشهد غريب وفي اماكن عدة من باريس ما بين مسرح لو باتاكلان وشارع بيشا وشارع أليبار وشارع دي شارون، ودوت عدة انفجارات في محيط ملعب فرنسا في ضواحي العاصمة تحديدا في سان دوني، وقالت شرطة باريس أن عدد العمليات الهجومية في هذه الليلة كانت 7 هجمات في وقت متزامن، وأسفرت الحوادث عن مقتل 128 شخصاً وإصابة 250 آخرين، بينهم 99 شخصاً في حالة حرجة، وقتل ثمانية مهاجمين سبعة منهم قاموا بتفجير أنفسهم ، علماً بان هذه التفجيرات الأعنف في فرنسا منذ الحرب العالمية الثانية.
إن الحادث الذي وقع في فرنسا يدل على أن الإرهاب الأسود ليس موجودا في سوريا والعراق فقط ، وإنما أصبح يهدد دول أوروبا أيضا،وبالتالي أن تنظيم داعش أصبح خطره يهدد العالم كله ، اذا كان من نفذ هذه العمليات وغيرها تنظيم داعش او الايدي الخفية التي تقف من خلفه ، وهل يعقل ان يكون هذا التنظيم بهذه القوة وبالامكانات ليتحرك بباريس وكانها قرية من قرى صحراء الشام التي يحتلها حالياً .
إن ممارسات هذه الجماعات التى تستهدف القيام باعمال عصابات وليس لها أى صلة بالدين الإسلامى الذى لم يحث على قتال أبناء دينه وأبناء وطنه، وليس هناك جيش ينفر من الدين الإسلامى ويقاتل أهل دينه بل من المعروف أن أى جيش خرج للجهاد لأجل الدفاع عن النفس أو حفظ حقوق الناس لممارسة شعائر دينهم ومعتقداتهم فكل ما تقوم به هذه العصابة من أعمال عدوانية هو موجه فى الأساس إلى كل أبناء الدين الإسلامى وأبناء الوطن من غير المسلمين.
إن ما يقوم به داعش من أعمال على أرض الواقع بربرية ووحشية فضلا عن قيامه بتخريب وتمزيق الأوطان وسبي النساء، ومن المعروف أن تلك الأعمال تتنافى مع ما جاء به الدين الإسلامى وأبان عنه فى قوله تعالى «وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين»، وقوله تعالى «كتب ربكم على نفسه الرحمة» صدق الله العظيم، فهل رحمة هذه الجماعات التكفيرية المتوحشة التى تدعى أنها جيش المهدى المنتظر تكون بقتل الابرياء والتمثيل بهم أو حرقهم .
والسؤال الذي يطرح بهذه الفاجعة من هو المستفيد من غزوة باريس ، وهل سيتكرر نفس السيناريو في اقتحام واحتلال سوريا وغيرها من الدول العربية كردة فعل لما حصل في فرنسا، وما هو ذنب العائلات الاسلامية والعربية الموجودة في اوروبا ليتم تضييق الخناق عليها ومحاربتها بالداخل ، والى متى سيبقى مسلسل داعش الغامض يخيم فوق رؤوسنا .
bsakarneh@yahoo.com