مدينة النور تغرق في الظلام!
حلمي الأسمر
15-11-2015 02:35 AM
-1- بالامس غرقت باريس بالظلام، وتقريبا بكى العالم كله على الضحايا، وتبرع من تبرع بالاعتذار نيابة عن الإسلام والمسلمين، عن هذه الجريمة النكراء، رغم أن الإسلام بريء منها، وإن ارتكبها مسلمون مغسولو الدماغ، يعيشون في غيبوبتهم الخاصة، أمس أطفىء برج إيفل، وأعلنت حالة الطوارىء في فرنسا، وهو ما لم يحدث منذ انتهى عدوانها على الجزائر، وانتشر الجيش في «مدينة النور» وأوقف العمل باتفاقية «شنجن» وأغلقت الحدود والمطارات، وحظر التجول في المدينة التي لا تنام، إنه تاريخ جديد يُكتب من جديد!
-2- أنا وكل المسلمين الوسطيين، وهو التيار الأكبر في هذه الأمة، والأكثر عقلانية، ضد القتل الأعمى، وترويع الآمنين مهما كانت ديانتهم.. ولكن.. «هم» يرسلون لنا فرق الموت، ويزرعون في بلادنا الألغام الموقوتة، ويدعمون الدكتاتوريات ويمدونها بأسباب الحياة، ويشدون على أيدي الصهاينة القتلة، كيف يريدون منا أن نرسل لهم باقات الورد، وكتب الشكر والإدانة؟ ألم ينتج الإستبداد الذي يدعمونه بكل قوة أسوأ ما في داخل الإنسان؟ الإستبداد هو المشكلة، وهو الذي يولد الإرهاب والقتل والدمار، وما لم يعد الغرب كله النظر في سياساته الظالمة التي ينتهجها ضد بلادنا منذ انتهاء الخلافة العثمانية، فسيصطلي بالنار التي أوقدها، وسيحترق بها، كما حرق قلوب ملايين الأمهات والآباء على فلذات أكبادهم، وكما صادر أحلام ملايين الشباب والمراهقين، الذين أصبحوا يرون أن الصعود إلى السماء أقرب لهم بكثير من الحياة على الأرض! باريس احترقت وبكت بالأمس، كما لم تبكي منذ سنوات، بلادنا منذ مائة عام تحترق وتبكي، ملايين الضحايا سقطوا في حروب «الاستقلال» عن المستعمرين الأوروبيين، وزرع الفتن في سوريا وليبيا واليمن، ومصر، والعدوان على فلسطين وأهلها، الغرب اخترع الإرهاب وها هو يحصد نتائجه، إنها ثمار جريمة سايكس وبيكو التي مزقت أمتنا!
-3- خارج النص أو داخله لا فرق، قرأت بالأمس تعليقات غاية في الأهمية، على صفحتي في «فيسبوك» من أصدقاء هزهم المشهد، ومنها: مع التعاطف الى حد الانحياز مع كل ضحية مدنية بريئة سقطت في كل هذه الأزمة..لقد قبضتم جيدا ثمن دماء أبناء المنطقة ومخازن أسلحتكم فرغت من بضاعتها ..لكن بضاعة الموت التي كنتم السبب الرئيسي في صناعتها، تسربت منها عينات الى أسواقكم، وشوارعكم، ومطاعمكم، ونواديكم، وعليكم أن تتعلموا كما تعلمنا الرقص مع الذئاب ! الرحمة لأرواح الأبرياء، وتبا للسياسة و السياسيين ...
-4- «أمس قام قناص فلسطيني بقتل مستوطنين اثنين في سيارتهما بالخليل..وكان في السيارة ثلاثة أطفال كان بإمكان القناص القضاء عليهم لكنه لم يفعل..بعد وقت قصير كان كل إعلام نتنياهو يتهجم ويعتب على الهلال الاحمر الفلسطيني الذي لم يسعف الجريحين اليهوديين.هذا مع العلم ان جيش نتنياهو ترك عشرات الشباب والفتيات ينزفون حتى الموت بعد أن منعوا سيارات الهلال من تقديم المساعدة..وشاهد العالم كله كيف دخل مستعربون يهود على مستشفى بالخليل على طريقة المافيات والعصابات..يطلقون النار داخل المستشفى....إن لم يتحرك هذا العالم لتعميم مبادئ وقوانين الحرية والرحمة والسواسية..فليبشر هذا بغابة وحشية كل فيها يطبق قانونه الخاص بطريقته التي يرى هو انها عادلة»، تعليق آخر في الصميم! إسرائيل ومن يدعمها، كدولة متوحشة، مسؤولة عن 99 في المائة من الجرائم التي ترتكب في هذا العالم!
الدستور