أيها الأردنيون مزيداً من الوعي لتبقى الجبهة الداخلية متماسكة
صدام حسين الخوالدة
14-11-2015 02:45 AM
تمر بنا ذكرى احداث تفجيرات عمان المشؤومة ونحن نستذكر تلك الفاجعة بألم ومرارة حيث توحد الاردنيون حول مصابهم وكان الابرياء الذين قضوا في تلك التفجيرات لا يخصون اقربائهم وذويهم فقط بل ان كل المجتمع الاردني كان اهل واقرباء للمصابين وكانوا يدا واحدة لتخطي تلك الاحداث المؤلمة فكان الارهاب ومن ورائه من المتربصين الذين راهنوا على منعة وتماسك المجتمع الاردني يومها وهم يتوقعون انهيارا في بناء المجتمع والاردني وضعفا في حالة اللحمة الشعبية ومؤسسات الدولة ولكن كانت النتيجة ان خابت اهواء المتربصين ومن يريد السوء لهذا الوطن وقيادته وشعبه وكانت الرسالة الاعمق تجاه الارهابيين المجرمين ومن ورائهم بان الأردنيين صفا واحدا وجميعهم في خندق الوطن خلف قيادتهم الهاشمية.
هذا العام جاء مرور ذكرى احداث تفجيرات عمان المؤلمة مختلفا بعض الشي سيما مع تزامنها مع بعض احداث عصفت بالمجتمع الاردن ويجري تهويلها اكبر من حجمها الطبيعي بكثير حيث صدمنا بخبر حادثة الموقر وادى تعاطي الاعلام مع هذا الحدث الى عدم التوقف كثيرا لتذكرنا لأحداث تفجيرات وعمان وما بعدها من رسائل نحو توحد وتماسك المجتمع الاردني وقبلها بأيام ايضا عصفت حادثة انتحار الشقيقتين السلطي بالراي العام الاردني فضلا عن السيول التي اغرقت عمان وما تسببت به من خسائر وثمة احداث يومية اخرى تحدث في كل مجتمع في العالم من جرائم قتل او سرقة او غيرها.
المتأمل في حالة تعاطي وتشكيل الرأي العام تجاه مجموع تلك الاحداث جميعها في العشرة ايام الماضية يجد نوعين من التعاطي ، الاول تعبير عفوي كأي راي عام يعبر عن رايه تجاه حدوث جرائم او خسائر من حالة عدم الرضى او تحميل المسؤولية نحو اصحاب الاختصاص من المسؤولين وهذا تعاطي اعلامي طبيعي مع تلك الحالات المجتمعية.
اما التعاطي الثاني وربما لا يلتفت اليه الا من تفكر بعمق ببعض حالات محاولة الاثارة لتأجيج الراي العام والمجتمع وهو يدفع برسائل غاية في الخطورة وتلك الرسائل تمس هيبة الدولة ومؤسساتها اولا وتمس حالة التماسك المجتمعي الاردني ومحاولة احداث فتن بصبغة طبقية بين اغنياء وفقراء المجتمع وحالة النقمة بينهما والاشارة الى ان هناك فجوة عميقة يعيشها المجتمع الاردني وهي بالطبع غير موجودة وكأننا عدنا الى عصور الطبقات من التخلف بين الاثرياء والعمال وقد بدا هذا جليا في الإشارة الى قضية من يسكن في الطوابق الارضية ومن يسكن في الطوابق العلوية و الفلل الفارهةوبالتأكيد في كل مجتمعات العالم هناك من يسكن بطابق ارضي و طابق علوي وفلل فارهة الى آخره.
علاوة على ذلك تنبأت التحليلات الكثيرة غير المستندة الى دليل في قضية الموقر وما يحمل بعضها الى ان الجبهة الداخلية للأردن باتت مخترقه من الارهابيين وان الخوف بات يسيطر على ابناء وبنات الاردن من مستقبل مجهول في ظل معطيات كثيرة ابرزها حوادث وحروب المنطقة وتضخيم ما يحصل في الداخل من مجريات وحوادث حياتية يومية تحدث في اي مجتمع والغاية من ذلك بالتأكيد محاولة هؤلاء المتربصين بالأردن من اعداء خارجيين وداخليين هم قلة بيننا ويعرفهم الاردنيون جميعا كما عبر جلالة الملك في لقاء ابناء معان في معرض حديثه عمن يحاول العبث بأمن الوطن وتماسك جبهته الداخلية.
يجب على أبناء وبنات الاردن الاوفياء الشرفاء ان يعوا تماما لما يحاول المتربصون اثارته وان يقراوا ما بين السطور ومحاولة فهم اعمق لكل حدث سواء اكان حالة طبيعية او بشرية ببعض تحليلات غير بريئة هدفها احداث خرق في تماسك الجبهة الاردنية الداخلية والتفافها حول القيادة الهاشمية ، بالتأكيد اننا نتطلع دائما للأفضل وان يكون بلدنا دوما بأفضل حال وان يحاسب اي مسؤول مقصر ولكن هذا لا يعني ان نهدم كل شيء من اجل اخطاء فردية يستغلها بعض الاقلام المأجورةلإضفاء حالة من الارباك والخوف في المجتمع الاردني الآمن والمتماسك وعلينا دوما ان نعود بالأذهان مفتخرين بحالة التوحد مع بعضا البعض كأردنيين بعد تفجيرات عمان وما تبعها ايضا من حالة التوحد بعد استشهاد البطل معاذ الكساسبة على ايادي داعش الارهابية والتي لم تزدنا الا توحدا وتماسكا وهي الصورة التي يبدو انها ما زالت تزعج أولئك المتربصين من الخارج والفئة القليلة في الداخل..
الرأي