الرابع عشر من تشرين الثاني للعام 1935 بدأ التاريخ بتدوين نفسه بكتابة انصع صفحاته، لم يسمح لاحد بكتابتها، كتبها بماء من ذهب وبتواتر الاحداث وبصحة الواقع وبشهادة العالم.
ثمانون عاما منذ ميلاد الحسين الباني، ثمانون دهرا لن ينسينا اياه ولن تمحوه من الذاكرة، الاب والاخ والصديق والمعلم والملك وصانع فخر الاردن في كافة المحافل الدولية، كافل اليتيم ومعين المحتاجين، الجندي الاول في الجيش والقائد الملهِم لجنوده، الضابط والشرطي، المدير والعامل ، الاب والابن والاقرب الي نظر العين من بصرها والى القلب من بصيرته، هكذا هو الحسين في قلوب الاردنيين مخلد بتواضع قلبه وعظم محبته.
الحسين واضع حجر اساس العيش المشترك في الاردن، وباني نهضته ورافع رايته اينما حل وارتحل، كيف ننساه وهو الذي كتب لنا انتماءنا للارض التي احبها، كيف ننساه وهو من قاد مسيرة البلاد ل47 عاما، وكيف ننساه وجلالة الملك عبدالله الثاني يستذكره في لقاءاته بابناء وطنه قائلا"هيك علمنا الملك حسين".
يؤلمني واقع الجيل الاردني الذي لم يعش مع الحسين ولم يقرأ تاريخه وما خطت يداه، يعتصر القلب وجعا عندما يجهل بعض ابناء الاردن تاريخ وطنهم، البعض يحفظونه من بطون الكتب لكنهم لا يعرفون كيفية الحفاظ عليه، تاريخ جعل به الحسين من الاردن كحبة قمح التي انتجت سنابل كثيرة، الحسين الذي علمنا معنى الكرامة كيف لا وهو بطل الكرامة، الحسين ليس فقط كلمات تاريخ الاردن بل هو ايضا حدود جغرافيته.
كلمات استذكار الحسين ليست مجاملة بل هي اقصى درجات الوفاء للوطن، نعم الوفاء للوطن الذي احتضن الحسين طفلا وشابا واميرا وملكا وفي قلب الوطن يرقد الحسين ايضا، هو وفاء ل 47 عاما من بناء الوطن و63 عاما من حب الحسين، و80 عاما من الحب... وسيبقى الوفاء لحب الحسين الى ان يرث الله الارض ومن عليها، نحن نستطيع ان نعلن الوفاء وكثيرون كثيرون يخفون الوفاء بكلمات الدعاء بالرحمه واخرون يوفون بطرقهم الا ان حبل الوفاء كحبل الود بين الحسين وشعبه لن ينقطع ابدا.