خرج من رحم «الاستعلاء» .. !!حسين الرواشدة
13-11-2015 02:37 AM
حين يغيب منطق الحوار ، يسود منطق “الاستعداء” ، وحين تتراجع فضيلة “الانصاف” تتقدم عقلية “افحام الخصم” ، وحين نغسل ايدينا من موروثنا القائم على الانجاز والتواضع نفتح اعيننا على واقع تزدحم فيه صور الاستعلاء التي تدور في اطار من الفراغ. سألت احد اساتذة الاجتماع وعلم النفس عن “الحكمة” من انشغالنا “بالخطأ” واستماتتنا للدفاع عنه وتبريره ، وتسويغه لانفسنا حتى تقبله ، قال لي الرجل كلاما طويلا عن افتقاد مجتمعاتنا للحكمة ، وعن الارتجالية التي نمارسها في حساباتنا ، وعن “الانحدار” الجنوني الذي اشار اليه احد علماء النفس ، هذا الذي لا يمكن للمحلل ان يفهمه او يتعامل معه ، على عكس المرض الجنوني الذي استطاع العلم ان يحدد اسبابه ويهتدي الى علاجه.. اضاف الرجل بان ثمة قوانين اخرى تساعدنا على فهم هذه الحالة ، وهي قوانين الكون الثابتة التي تفرض منطق “تعمد” الخطأ والاستمرار فيه لتكشف بالتالي عن البديل ، قلت له: اذن “لازم نخطئ” حتى تفاجئنا الكاشفة؟ قال: احيانا نفكر طويلا.. وطويلا جدا في خياراتنا ومقرراتنا ويتبين لنا بحساباتنا انها خاطئة او غير مجدية ، ولكننا نصر عليها ونعتمدها ، لماذا؟ الجواب كما قلت: “لازم نخطئ” حتى تتغير الصورة.. ونطرق ابواب الحلول.. ونصل الى الحقيقة التي نريدها ، او الى العافية التي نبحث عنها. فهمت من كلام استاذنا ان الاصرار على الخطأ وتعمده يخرج غالبا من رحم “الاستعلاء” ويتناسل فيلد “الاستعداء” ويتناسل مجددا فيلد ثقافة الكراهية والغاء الاخر وحينها نشعر جميعا اننا امام “حالة” غير مفهومة ، مرض جديد غير قابل للمعاينة ، ألغاز لا يمكن تأويلها او تفكيكها ، صراعات لا معنى ولا جدوى لها. |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة