كفى ايها المارقون : شوارعنا لا تعج بـ"المومسات"!
رداد القلاب
12-11-2015 11:43 AM
بداية كل صباح، تخرج الفتاة "المزز" بحسب تعبير "الكنترولية" الى العمل والحاجة والاعجاب بـ"المُزز" في قاموسنا يعود الى سر خلطة الماكياج فلا عجب فالجمال الحقيقي: جمال الروح.. وحساب البنك، هل انتهى المطاف بنا هنا؟ هل هذه خلاصة تجربتنا الحضارية؟ ضحايا النقل؛ في بلادنا، ليست تلك المرتبطة بحوادث السير وانما تصل الى القتل بدواعي الشرف، وتعتمد احيانا لمجرد مشاهدة او الاعتماد على شهادة صديق غير موثق لدى القتلة؟! نمارس دور القتلة والجلادين في الوقت نفسه، دون النظر الى المرآة!.
البطل، وشبيهه البطل، يستقلان "التابوت" ويتوجهان الى المجمع الرئيسي ويتنقلان بين مجمعات "الباصات" و"السرفيس" و"تكسي" يضاف اليهم السيارة الخصوصي – وقد يكون موظفا عموميا" ، حيث يتربصان، من بعيد ومن ثم يحرك سيارته مع مزيد من الضوء "الفلاشر" الى ان يقف بجانب الضحية..فالقتل اما بداعي حادث سير مسؤول عنه السائق ، المجتمع ، الشارع، صلاحية المركبة او بداعي "الشرف" دون محاكمات طبعا!! مشهد اخر من القصة تقف الضحية التي – لا تسال باي ذنب قتلت – تنتظر احدى مراكب الموت، قد تكون خرجت او انتهى دوامها او سبب الخروج لحاجة ماسة وتريد وسيلة نقل لقضاء تلك الحاجة ولذلك هي تقف على جانب الطريق ، تبدأ المعاناة او بـ"زوامير " المارة والاشارات التي تؤشر لها بالصعود على اعتبار انها – بائعة هوى - ، لا نفرق ولا نترك لانفسنا مجالا لاحتمالات اخرى غير احتمالات الرذيلة، سيارات فارهة وغير فارهة تصطف على مقربة ، وتفتح الشباك "واشارات من كل الاصناف، واحيانا الرباعي على جانبي الطريق، بل ويصل الامر بالذي يمشي على قدمية بان تلك الفتاة غير سوية ويمارس الدور ذاته . الضحية؛ امي وامك وشقيقتي وشقيقتك وبنتي وبنتك، وقريبتي وقريبتك.. والجميع يحتاج الى قضاء حوائجه من السوق ويمر بالشارع وينتظر مركبة للوصول من والى ..ونعي تلك الحاجات وبانفصام لا مثيل له نشهد بوجود اناس تتمتع باخلاق وقيم .
لا تصدقونني؛ وارسم صورة سوداوية بخلاف ورديتها ؟! اما القتل بالرصاص العائد من الافراح والالعاب النارية والخلافات العشائرية وخلافات الاطفال في "الروضات" ومشاجرات النساء في الاحياء وغيرها ما هي الا صورة من خيالاتي .. الا تتفقون بوجود شبهة بين ما يحدث في مجتمعنا من قتل لابرياء بريئات، بدون محاسبة او محاكمة وفي احسن الاحوال يتم فتح تحقيق يفضي الى لا شئ او ضد مجهول!
هو مشابه لروايات وقصة الحكومة والتعديل. رئيس الوزراء د. عبدالله النسور يريد محاسبة المقصرين وامين عمان يريد محاسبة المقصرين ووزير الداخلية يريد محاسبة المقصرين وانا اريد محاسبة المقصرين؛جميعنا نبحث عن مقصر لمحاسبته وان لم يقصر الا قليلا ؟. عفوا اختاه ومعذرة : اننا جاهلون.
الانباط