فـي ذكـرى تفجيـرات عمـان الارهابيـةفارس الحباشنة
10-11-2015 05:28 PM
الارهاب ليس مجرد فكرة عابرة أو لعبة سياسية» مرحلية» لظاهرة طارئة . الارهاب كما نرى نسخة من القاعدة الى داعش وفروعها في العالم يمارس ذروة الانتقام من الحياة الحديثة. الارهاب تحمله «عصابات اجرامية « تمارس سلطة سحيقة لفكر عقائدي يريد اعادتنا الى عهود الاسلاف ما قبل القرن الخامس الهجري، مسار الارهاب في التاريخ طويل، وهو يتوج اليوم ب»داعش « والتي تريد قطع الطريق على أن لا نعيش زمننا . الارهاب يفجر أسئلة عميقة عن الوجود، فالارهاب ليس قوة تواجه سلطة أو مجتمعا بعينه، لا يخوض حربا واضحة ومكشوفة الامتداد والحضور جغرافيا وسياسيا، انما هي قوة أفكار وعقائد «خرافية « بنى عليها التوحش الذي لا يؤمن الا بالتخلص من» الاخر « بكل مستوياته . فالتوحش «قرين « متلازم لفكر متطرف يخوض حروبا انتقامية، هي حروب بالوكالة تذعن لمصالح دول الاستعمار الكبرى في رسم خطوط وحدود مصالحها على الارض والواقع ، وذلك هوالفراغ المرعب التي تلعب قوى الارهاب على ملئه بالقتل والدمار والخراب بديار الحروب في سوريا والعراق وليبيا واليمن. منظرو» الاسلام السياسي» يشعرون اليوم بقمة النشوة و الانتصار، وهم يرون رايات التوحش الانساني ماثلة لغزوات داعش وفرقها الجهادية في بلاد الاسلام، وهم يرون أيضا اعدام المئات من البشر رميا بالرصاص، وداعش تضع لوائح الحياة والموت . الارهاب محصلة لتاريخ أسود وعفن، اعتبارنا به الرجوع للماضي «التراث « أغلى الاماني والطموح الحضاري ، وامتداد الارهاب بمخاطره لا يعني تحديا للسلطة لوحدها، انما هو مواجهة خطرة لاساسيات وجودنا وعيشنا في هذا العصر . هي حرب كما يبدو مستمرة ومفتوحة، وثمة مغالاة لدى خطاب سياسي يراهن على اختبارها، فما تفعله تلك العصابات الاجرامية وتنتجه تستغله اطراف سياسية ليكون بديلا لملء حيز من غياب الدولة وفشلها واخفاقها في مساحات واسعة من الجغرافيا العربية. في الذكرى العاشرة لتفجيرات عمان الارهابية ، لا بد من الاعتراف بان الاردن قاوم بكل شراسة الارهاب، وتلقف مبكرا تعطيل وأحجام مؤامرات أرهابية تستهدف أمنه واستقراره، ورسخ مكانة لبناء منظومة انسانية لسماحة واعتدال الاسلام « رسالة عمان».
|
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة