سقوط الطائرة الروسية .. فتش عن إسرائيل
اسعد العزوني
10-11-2015 01:10 PM
بعد أن استقر الرأي تقريبا، وبإرشاد من الولايات المتحدة الأمريكية، بناء على مخرجات أجهزة تجسسها وأقمارها الصناعية التي تجوب السماوات الدنيا، أن الطائرة الروسية التي إنفجرت في الجو قبل أيام، وتناثرت أشلاؤها على الأرض، بمن فيها من السواح الروس الذين جاءوا إلى شرم الشيخ للإستمتاع بشمس الشرق الأوسط في فصل الخريف والشتاء، بدأت حتى الجهات الروسية، وإن كان ذلك على إستحياء، بالقول غير المؤكد أن إنفجارا وقع في الطائرة قبل وقوعها، بمعنى أن الطائرة تعرضت لهجوم إرهابي، خطط له جيدا ومن قبل خبير في الإرهاب ومدمن عليه.
وللتذكير فقط فإن فرع الاستخبارات السرية الخارجية الإسرائيلية "SISI" الملقب بداعش، هو أول من اعلن عن نفسه، بأنه هو الذي أسقط الطائرة الروسية ولكن بصاروخ حراري، تماما كما فعل بالنسبة لطائرة الطيار الأردني الشهيد معاذ الكساسبة مؤخرا، والتي سقطت فوق الأراضي السورية بعد أن إكتشف المستور، وهو أن الطائرات الأمريكية كانت تزود داعش بالمعدات والذخائر والأغذية من الجو بطبيعة الحال، بمعنى أن هذه الكذبة تكررت.
وبما ان داعش هو وليد الإستخبارات الأمريكية والموساد والمخابرات البريطانية، وشاهدنا في ذلك وكيل السي آي إيه الأمريكية اللاجئ في موسكو، السيد إدوارد سنودن، فإننا نؤكد بالدليل المنطقي وإعمال العقل، أن داعش فعلا هو الذي أسقط الطائرة الروسية، ولكن ليس بصاروخ حراري، بل بقنبلة تم تسريبها إلى داخل الطائرة بطريقة ما، إما عن طريق شراء أحد الحمالين أو المسؤولين في المطار، أو إدخال عنصر من داعش إلى داخل المطار كحمال بعد دفع المعلوم لضابط ما، ومعروف أن المطارات المصرية مشهورة بوجود ضباط يبتزون المسافرين لدفع ما تيسر، كما كان يفعل موظفو الحدود السورية، وهذا يعني أن إسرائيل التي ترتبط بداعش بعلاقة مميزة، هي التي قامت بتفجير الطائرة.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا تقوم إسرائيل بهذه الجريمة، وهي التي تشبّك جيدا مع روسيا في سوريا، ونرى خيوط "صداقة" مميزة بين الجانبين هناك؟
عندما تريد إسرائيل تحقيق هدف ما، فإنها تبعد العاطفة جانبا وتغلق ملف الصداقة، بدليل أنها ومنذ سنوات وهي تتجسس على أمها أمريكا وتسرق معلومات إستراتيجية وتبيعها للصين العدو اللدود لأمريكا، بمعنى أن مستدمرة إسرائيل لا تنظر إلى موضوع الصداقة نظرة جدية لأنها أصلا لا تعتبر أن علاقة صداقة ما، تربطها مع أي جهة في العالم، بل تداعيات ضغط يتقنه يهود بحر الخزر.
الآن أصبحت روسيا هي صاحبة القرار في سوريا، أي أنها باتت ترتبط مع مستدمرة إسرائيل بعلاقات جوار، ومن عادة هذه المستدمرة ألأ تقبل بـ"صديق" أو حليف قوي، بل تريد "صديقا "ضعيفا وحليفا لا حول له ولا قوة، كماهو الحال بالنسبة للرئيس الأمريكي أوباما، الذي سيستقبل رئيس وزراء مستدمرة إسرائيل نتنياهو في البيت الأبيض الإثنين المقبل، والله وحده يعلم، ما ذا حضر نتنياهو لحشر أوباما في الزاوية.
أما بالنسبة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين فهو قوي وصلب وصانع قرار، وهو الذي يرسم ويخطط وينفذ، وليس واقعا تحت ضغط مؤسسات تسيطر عليها الصهيوينة رغم النفوذ اليهودي في روسيا، وهذا ما يجعل إسرائيل تعمل على توريط الرئيس بوتين من خلال تفجير الطائرة التي وقعت في سيناء، ويقيني أنها هي التي فجرت الطائرة الروسية الثانية التي وقعت فوق مطار جوبا بجنوب السودان، وكلا المنطقتين يقعان تحت سيطرة إسرائيل، رغم أن سيناء يتواجد فيها الجيش المصري، لكنها حاليا تشهد تواجدا للدواعش وغيرهم من صنائع مستدمرة إسرائيل.
كما تريد إسرائيل أيضا ضرب المحروسة مصر على المدى المنظور بضرب السياحة فيها، وبتنا نرى العديد من الدول الغربية وهي تعلن عن وقف رحلات طيرانها إلى مصر وسيناء، ولعمري أن ذلك يعد بمثابة إعلان حرب.
معروف أن إسرائيل التي فجرت الحرب الأهلية اللبنانية لمدة 16 عاما أواخر القرن الماضي، كانت تهدف من ضمن ما تهدف إليه، ضرب السياحة في لبنان، حتى تبقى هي قبلة السواح العالميين الأولى، بهدف تضليلهم من خلال ما يدسه الأدلاء السياحيون اليهود في عقولهم بأنهم أصحاب الأرض في فلسطين، وأن الفلسطينيين إرهابيون .
وهذا يعني أن إسرائيل بفعلتها تلك أرادت ضرب السياحة في مصر، خاصة وأن سيناء التي يعشش فيها الدواعش الإسرائيليون، تشهد إنفلاتا أمنيا يدخل الرعب في قلوب السواح، الذين سيضطرون للتوجه إلى مستدمرة إسرائيل، لكن المسؤولين فيها لم يحسبوا ردة فعل السواح الأجانب وهم يرون الإنفجار الأمني في القدس المحتلة، بسبب هبة الشباب المقدسي دفاعا عن الأقصى، عندما وجدوا أن أمتهم العربية – الإسلامية قد تخلت عنهم كما هي العادة .
السياحة هاجس مستدمرة إسرائيل، ولذلك نراها تسوق لمدينة البترا الأردنية في إعلاناتها العالمية على انها آثار إسرائيلية، وتمنح السائح الأجنبي ليلة مجانية في البترا مقابل زيارة مستدمرة إسرائيل.
تريد إسرائيل بعد رحيل أمريكا عن المنطقة ان ترثها بعد تقسيمها طبعا، وتكون هي المرجعية الأولى، ويقيني أنه لم يدر بخلدها أن يقتحم الرئيس بوتين الشرق الأوسط بهذه القوة، لذلك بدأ ت تتخبط، وها هو نتنياهو يزور البيت الأبيض الإثنين المقبل.