رقصت قلوب كل محبي لبنان على مدى الأسابيع الماضيه فرحاً باتفاق اللبنانيين وحقن دماءهم .. والتي كان سيلها مرة أخرى أمنية شريره لدى الكثيرين الذين لا يمانعون بتصفية كافة الحسابات الدنيئه بدماء شعب لبنان .. وان يشهدوا العالم اجمع على صدق “وطنيتهم” و “أنتماءهم للقضيه” حتى لو سُحق لبنان ودُمر شعبه!!

أثبت شعب لبنان وبالرغم من عصيان مدني طويل المدى ,وتناحر يومي بين حكومة ومعارضه, وفراغ رئاسي غير متوقع , وفوق ذلك هجوم أرهابي في نهر البارد .. أثبت انه شعب قادر ليس فقط على أن يحيى ويتنفس ألديمقراطيه بل أنه صاحب قدره على تعليم وتدريس كيف تكون وتُحترَم التعدديه وفي وقت قياسي لكل الشعوب المحيطه..

والسؤال الذي يطرح نفسه الآن ويتطلب الأجابه بعقل مفتوح, هو كيف يمكن للبنان ان يعزز هذا الانتصار وهل يستطيع أن يضع خطه وخارطه لتحقيق المزيد ومنع الأنتكاس الى الوراء؟ فعظماء الارض هم من عرّفوا الأنتصار الحقيقي ليس فقط بالتقدم بضع خطوات للأمام, بل بخلق ظروف تجعل السلم والتقدم نهجاً يومياً لهم ولشعوبهم.

لبنان ما زال طُموحاً لقوى خارجه عن حدوده .. فأحباؤنا المحيطين بحدوده من جهات ثلاثه يريدون أن لا يتنفس شعب لبنان الهواء بدون أذنهم .. وبني فارس يريدون أن يقنعوا العالم بشرعية برامجهم النوويه وحقهم في التدخل في العراق, وحقهم المزعوم في احتلال جزر عربيه في الخليج باستخدام لبنان كورقه في ايديهم ..كل ذلك وهم من وراء
الكواليس .. في أسطنبول ومراكش وغيرها , لا يكفون عن الركض وراء الصفقات الأنانيه, وبعدها ليحترق لبنان!!

شعب لبنان من أذكى شعوب العالم وهو متوزع في كافة ارجا ء الارض عبر موجات هجره بدأت منذ مئات السنين .. لقد أثبت هذا الشعب قدرة فائقه على التواجد والتعايش مع كل البشر بحنكه وذكاء لا مثيل له .. أن خطوة لبنان القادمه هي في أن تحذوا حذو خط الاعتدال والمستقبل العربي- خط الأردن ومصر والفلسطينيين والخليجين وغيرهم - والتحدث المباشر مع الدوله العبريه بشكل يضمن مستقبل لبنان ويثّبت حريته وخياراته الأستراتيجيه .. هذه دعوه للحوار وليست للتنازل .. فالحوار دائماً يفتح أوسع الابواب لأفضل الحلول ..وحمى الله لبنان من كل شر..

Kayed.Masarweh@gmail.com