الحملات المتواصلة على اصحاب البسطات تشتد هذه الايام في كل المدن ، وللاسف هذه المرة ارتبط بالخبر « القبض على ( ...) من اصحاب السوابق ، لتتشكل قناعة لدى البعض ان اغلب اصحاب البسطات اصحاب سوابق.
من الممكن ان صاحب البسطة قد اقترف ذنبا وعوقب عليه ،ولكن هل يحق لاي كان تجريمه مرة ثانية ونبش ماضيه، وهل يحق لغير القضاء ان يحاكم الناس ، فهناك رجال اعمال وموظفون ومن عامة الناس يلبسون احسن اللباس ويركبون افخم السيارات ويملكون الشركات والعقارات ، وهم من اصحاب السوابق ، بل منهم من حكم عليه لاختلاسه الملايين .
اصحاب البسطات منهم الجامعيون ورواد المساجد والاخلاق الحميدة ،والاغلب يبحثون عن قوت يومهم ، ومنهم من يبكي قهرا - اتعرفون معنى بكاء الرجال - بعد مصادرة بضاعته ، لان ثمنها دين عليه ، وفي المساء لا يجد ثمن خبز لاولاده.
تنظيم الاسواق مطلوب ، والطرقات والارصفة من حق المواطنين ، ومن حق القطاع التجاري الاعتراض لان البسطات تؤثر على المحلات التي تدفع الرسوم والضرائب والاجرة ، ولكن بشيء من الحكمة والبعد عن الصاق التهم والاعتداء على حقوق الناس في البحث عن عيش كريم، تسد رمق اصحاب الاسر التي تجد في البسطة طريقا للتعفف عن التسول والتخلص من الفقر والبطالة.
صحيح ان البسطات تشوه المنظر العام وتعتدي على حقوق البعض ، ولكن يجب البحث عن حلول لهذا العدد الكبير من العاملين على البسطات ، بايجاد البدائل المرضية التي تناقش منذ سنوات دون جدوى ، والبحث في كواليس البسطات ، من يزودها بالمواد المنتهية الصلاحية ، ومن يرتشي من ورائها ، ومن يسمح للعمالة الوافدة ان تسيطر على اكبر اسواق البسطات في حسبة الخضار والبالات في عمان واربد والزرقاء وغيرها.
الحلول ممكنة والبدائل افضل من صناعة جيش جديد من العاطلين عن العمل ، وكثيرا ما صنعت الحملات ضد البسطات اصحاب سوابق جدد لانهم قاوموا السلطات واستخدموا الادوات الحادة دفاعا عن بسطاتهم ولقمة عيالهم.
الرأي