عمون - قالت مديرة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP، رئيسة مجموعة الأمم المتحدة الإنمائية UNDG، هيلين كلارك، "إن الأردن مثال للقيادة بالمنطقة، وشريك أساسي في التعاون الدولي". وأشارت خلال جولة ميدانية، اليوم الأحد، لثلاثة مشاريع يدعمها البرنامج عبر مكتبه بالأردن في محافظتي إربد والمفرق وهي المناطق الأشد تأثراً بالأزمة السورية في شمال الأردن، إلى ان البرنامج على أستعداد لتقديم الدعم والخدمات لأعداد اللاجئين الذين دخلوا إلى الأردن بشكل مفاجئ، إلى جانب دعم المجتمعات الأردنية المضيفة المتاثرة بالأزمة السورية.
وأوضحت هيلين كلارك أن سبب الزيارة هو بالأساس الاطلاع على دور مشاريع البرنامج في دعم تنفيذ خطة الاستجابة الأردنية للأزمة السورية، بالإضافة إلى المشاركة في أعمال منتدى التنمية لتعزيز القدرة على مواجهة الأزمات، الذي يعقد في البحر الميت بدعوة من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ويجمع مجموعة كبيرة من الشركاء الرئيسيين المنخرطين في الاستجابات الإنسانية والإنمائية للأزمة السورية ليستشرفوا معاً الاتجاهات المستقبلية للاستجابة للأزمة في سوريا.
وإطلعت كلارك بحضور الممثلة عن الحكومة الكندية الكس بوجلايسكي ووزير الشؤون البلدية المهندس وليد المصري وعدد من المسؤولين، على عرض تقديمي حول سير العمل بمشروع "تحسين إدارة النفايات الصلبة وتوليد الدخل في المجتمعات المضيفة - إعادة تأهيل مكب الأكيدر" بمحافظة إربد والممول من الحكومة الكندية التي قدمت لها الشكر في مداخلتها.
وينفذ البرنامج من خلال المشروع مساعدات فورية لرفع السوية الصحية والبيئية لمكب الأكيدر، عبر تقديم حل طارئ وسريع لإدارة النفايات الصلبة تركز على تحسين القدرة على التخلص من النفايات في المكب من خلال بناء خلية جديدة، واعادة تأهيل البنية التحتية للمكب وتزويده بالاليات والمعدات المطلوبة، وتطوير قدرات العاملين، وانشاء محطات فرز ومحطات تحويلية وكذلك تحسين الاحوال المعيشية لنابشي القمامة وتوفير نشاطات مدرة للدخل ضمن بيئة عمل مناسبة.
وأوضح العرض أن مكب نفايات الأكيدر من البؤر البيئية الساخنة في الأردن ويستخدم للتخلص من النفايات البلدية الصلبة التي تنتج من حوالي 100 مدينة وبلدة وتجمعاً سكانيا في إقليم الشمال بمحافظاته الأربع" اربد، المفرق، عجلون، جرش.
وبين أن موضوع النفايات الصلبة يمثل تحديا رئيسا واستحقاقا يواجه العمل البلدي جراء الاعباء الكبيرة التي ترتبت على عدد كبير من البلديات اثر اللجوء السوري، إذ انه في عام 2010 كان يدخل المكب 900 طن من النفايات يومياً، وبعد الأزمة السورية زاد العدد بشكل كبير، ففي عام 2014 أصبح يدخل المكب 1300 طن.
وزارت كلارك خلال جولتها بلدية رحاب بمحافظة المفرق برفقة مديرة المكتب الإقليمي للدول العربية في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الدكتورة سيما بحوث وعدد من المسؤولين والنواب ووجهاء وشيوخ المنطقة، للإطلاع على مشروع ريادة الأعمال ودعم تأسيس مشاريع اقتصادية متناهية الصغر، الذي أطلقه البرنامج كمبادرة مبتكرة، بهدف الدمج بين البرامج القائمة على منهجية الإقراض الصغير micro-financing من جهة وتقديم مجموعة كاملة من خدمات الأعمال التجارية مثل الخدمات الاستشارية والمحاسبة والتسويق والخدمات القانونية من جهة أخرى والتي تدفع نحو ضمان ديمومة المشاريع الصغيرة.
وتم من خلال المشروع تدريب 328 رجلا وامرأة على مهارات ريادة الأعمال وكيفية تأسيس وإدارة المشاريع الاقتصادية الصغيرة، وتأسس من خلاله 80 مشروعا اقتصادياً صغيراً على النحو التالي: 30 مشروعاً في المفرق و30 مشروعاً في اربد و20 مشروعاً في الرمثا.
كما أطلعت كلارك على مشروع توفير فرص العمل الطارئة "منهجية 3X6"، الذي يهدف إلى الحد من البطالة بين صفوف الشباب والشابات وتعزيز ثقافة العمل التطوعي والمجتمعي، وترسيخ ثقافة التشغيل الذاتي بين الفئات المشاركة، اضافة الى تعزيز التماسك الاجتماعي.
وينفذ المشروع في محافظات المملكة الأكثر تأثراً بأزمة اللجوء السوري ويتضمن ثلاث مراحل أساسية، واستفاد منه لغاية الآن 750 رجلا وامرأة خلال المرحلة الأولى في البلديات الخمس: أم الجمال، والصالحية ونايفة، وصبحا والدفيانة، ورحاب، وحوشا، والسرحان، وخلال المرحلة الثانية، قام 143 منهم بتأسيس 122 مشروعا اقتصاديا في ثلاث بلديات هي أم الجمال، والصالحية ونايفة، وصبحا والدفيانة، حيث شكلت نسبة الإناث منهم 66 بالمئة مقابل 34 بالمئة ذكور. وعلى صعيد المرحلة الثالثة، استفاد 143 ريادياً للاعمال من الخدمات الاستشارية والفنية والتسويقية من خلال دورات تدريبية متخصصة وزيارات ميدانية لمشاريع مشابهة وناجحة في المملكة للاستفادة من تجربتها، ويعتبر الأردن الدولة الأولى في العالم التي نفذت المرحلة الثالثة من مشروع التشغيل السريع وفق منهجية 6x3.
وتحدثت كلارك مع عدد من الشباب والشابات المستفيدين من البرنامج خلال جولة صغيرة في بازار تم تنظيمه في مركز شباب رحاب لعرض بعض منتوجات المشاريع الصغيرة.
وثمن المستفيدون الفرصة التي اتاحها لهم المشروع لتملك مشاريعهم الخاص الصغيرة بعد ان كانوا لا يجيدون عمل لهم.
كما زارت ومن يرافقها كنيسة القديس المظفر جورجيوس، والتي تعتبر الكنيسة الكهفية الأولى في العالم إذ تعود للقرن الثاني الميلادي، وكما اللوحة الجدراية في رحاب التي تجسد أهداف التنمية المستدامة.
يذكر أن كلارك، وصلت مساء أمس السبت إلى المملكة في زيارة رسمية، بهدف مناقشة أولويات الاستجابة للأزمة في سوريا والبلدان المجاورة لها والمتأثرة بأزمتها، وتفقد المشاريع الإنمائية التي يدعمها البرنامج لتعزيز قدرة المجتمعات المحلية المتأثرة بالأزمة السورية في الأردن.

--(بترا)