facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




ترياق صيني اصبح سماً عربياً


08-11-2015 05:16 PM

بقلم : هديل نصر الرواشدة

كان على المجتمعات البشرية القديمة بوسائلها البسيطة وامكانياتها الضئيلة عبء اكتشاف بعض المواد والعقاقير لتسيطر على الالام الانسان وتخدر احساسه بالالم ليشفى من بعض الامراض ويزول عنه اعراض التعب والوهن ولم يكن هناك افضل من النباتات والاعشاب كأدوات يستخلص منها ترياق يغير حالة العقل والادراك و تسيطر على الاجهزة الحسية داخل

جسم الانسان وتحد من سيطرت الألم عليه ومن هنا اتت لنا المخدرات بأولى انواعها لتتحول بعد الالاف السنين من ترياق للأفة تجتاح مجتمعاتنا بلا رحمة ولا رأفة وتفتك بأبنائنا وتزهق ارواحهم .
نبات القنب (الحشيش) هو وليد الحضارة الصينية القديمة الذي تم تناقله من حضارة لاخرى ابتداءا بالصينية الى الهندية ثم لليونانية ومن بعدها لإفريقيا واستقر بالوطن العربي الى يومنا هذا عرف على هيئة علاج ، وعقار مخدر حتى فتن الفرنسين وشغفهم للحد الذي استدعى الى نقله داخل جيوب و امتعتة جنود نابليون بونابرت نهاية حملته على مصر ...

نبات القنب او كما يروج له بإسمه المتداول عربيا (الحشيش او البانجو ) هو نبات يستخدم للوصول الى حالة النشوة الوهمية و هذا بفعل تأثيره المباشر على عقل المتعاطي ليتلاعب بعواطفه ومشاعره ليضج عقله بالخيالات التي يخالطها ضحكات و قهقهات و اوهام ، مما يحدث بداخله شيء من الهياج العاطفي ويصبح مرهف الاحساس و يتأثر باقل الكلمات واتفهها و من ثم يفقد الإتزان ويفقد السيطرة على تصرفاته ، و يختل توازنه وكل هذا لا يحتاج سوا دقائق معدودات بعد تدخين الحشيش لتتلطم من بعدها الافكار بالمتعاطي لتسحبه الى ما لا يحمد عقباه ...
كل هدا واكثر يحدث لمدمن هذه المادة ومتعاطيها بعد ما ان تتراكم المواد الفعالة على دماغه لتبدأ رحلة الفتك بجهازه العصبي مسببة الهلوسات السمعية والحركية وصولا الى حالات الفصام و التوهم والشكوك التي من الممكن ان تخيل له من الاخ عدو وتقلب تصرفاته رأسا على عقب ليضعف بدوره ويوهن كل قدراته على التركيز والانتباه ويكون سريع الاستجابة للمحرضات النفسية لارتكاب الجرائم او المحرمات ، كما قد يسبب له زيادة الشعور بالعظمة وارتفاع منسوب الثقة بالنفس مما يخوله الى ارتكاب ابشع الجرائم دون الشعور بالذنب حتى بعد زوال مفعول المخدر اما قلب المتعاطي نبضاته تكون بتسارع متزايد وانقباضات قد تضعف عضلة القلب مع تزايد فترات وجرعات التعاطي كمان هو الحال بالقلب والدماغ يحدث لقدراته الجنسية اضطرابات تؤدي في بعض الاحيان الى العجز الجنسي انا تأثير الحشيش على السيدات يبدأ بالدور بإضطرابات الدورة الشرية ثم الاكتئاب وشعور بالخيبة وخطر موت الجنين وتكرار حالات الاجهاض في حالات تكون الحامل من المتعاطيات كما هو يعد احد اسباب تعرض الفتيات لحالات الاغتصاب بينما يكون العقل شبه مغيب ..
كل ماسبق كان استهلال وتذكير بخطر هده الافة التي تعتبر سم متداول بين شبابنا وشاباتنا بقلة وعي تحمل بين طياتها معلومة مغلوطة ( انه لا ادمان على الحشيش ) وهي احدى المعلومات التي تم طرحها من قبل مروجين هده المادة بحرفية لاقناع المتعاطي بالتجريب .

ان اخطر مايحل بهذا المجتمع اليوم هو ان أفة المخدرات بكل انواعها باتت مادة لترفيه عن النفس و قاربت ان تكون موضة او ستايل و دليل على الحرية والتطور وماهي بالحقيقة الا دليل جهل ودليل على قلة الوعي عند الفرد المتعاطي وانعدام بحس المسؤولية تجاه نفسه وجسده ومجتمعه اذ ان كل فرد متعاطي هو مساهم و يعتبر يد العون الاولى للمروج به يحرز المكسب المالي كثمن المادة المشترى مما يحثه للاستمرار ببيعها وترويجها وانتشارها طمعا بمكسب اكبر وتستمر عمليات الترويج لتحقق تفشي شنيع داخل فئة الشباب.

الان لا يمكننا ان ننكر ان هناك خلل كبير بالمنظومة التربوية والتعليمية وتقصير داخل مدارسنا وجامعاتنا بزيادة منسوب الوعي والتحذير إذ لايوجد مادة اجبارية داخل خطط جامعاتنا الأردنية تقوم بتدريس مادة معنية بافات هذا العصر تحاضر بالطلبة داخل كليات الطب او الصيدلة لتثري وعي الطلبة وتنبههم عن الاثار المدمرة لهذه الافة والسموم ولايوجد شرح وافي داخل مناهج وزارة التربية والتعليم يندد بمخاطر المخدرات و يشرح اثارها المدمرة على صحة الفرد وصحة المجتمع الجسمانية والاخلاقية ويحذر وينهض بهذه الادمغة الصغيرة من اطفال ومراهقين لنكرس مفاهيم تربوية عميقة ومبادىء يشب الفرد عليها ويشيب لننهض بجيل اكثر وعيا وصلابة بوجه كل من يروج لهذه السموم ويحيد بهم عن الطريق الصحيح و الفطرة السليمة ..
قمة مأساتنا اليوم ان نصل الى هذا التطور العلمي والتكنولوجي ولازلنا نسمع بارواح تزهق على اثر جرعة زائدة او مطاردة شاب بحيازته مادة مخدرة سيفني سنواته القادمة داخل قضبان السجن وليخرج بقيد امني يلازمه للابد مدمر ما تبقى له من سنوات

ترياق صيني منذ الالاف السنين اصبح السم العربي الاول الصين اليوم في اعلى مراتب العلم والتطور والمثابرة والعمل والاجتهاد ونحن لازلنا نخوض حملات التوعية خوفا من ترياقهم المسموم.
كلنا راعي وكلنا مسؤول عن رعيته لكل مؤسسات مجتمعنا المدني ومؤسساتنا التربوية والعلمية والثقافية المتنوعة لوزاراتنا الشبابية والتربوية كثفوا جهودكم انهضوا بالجيل الشاب من منحدرات التعاطي والإدمان وطريق الجريمة لطرق الفكر والعلم والاهم العمل الفرد العاطل عن العمل و الفرد العامل امام هذه الافة سواء ،، كلاهما يهرب اليها لهدف الترفيه وملىء وقت الفراغ بالمخدرات .
لنضع خطط منهجية عملية تصنع جيل مشغول بتنمية مجتمعه لايوجد للفراغ متسع بحياته ولا للمخدرات مرتع داخل عقله .......





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :