بقلم ياسين خلف الزيود
في العمل المؤسسي دائما ما تكون المؤسسة تعمل لتنفيذ الهدف العام التي جاءت من اجله، وذلك من خلال تطبيق الرؤى والخطط الموضوعه.
وتبقى المؤسسة حية ما دامت تعمل على ذلك ، فأن اختلفت الرؤيا عن ما سبق تتلاشى حتى تموت .
ولا بد من الوقوف عند اهمية التنسيق بين المؤسسات ببعضها وبين اقسام و افراد المؤسسة الواحدة ما لم يكن هذا التنسيق سبب رئيس لاستمرارية كيان المؤسسة و بقاء العمل بشكل عام .
عطفا على ما سبق، اود الحديث هنا عن المؤسسات السياسية والاجتماعية بالاردن واخص بالذكر الاحزاب و الجمعيات الخيرية، ولكن قبل ذلك لتعلم عزيزي القارىء ان عدد الاحزاب المرخصة بالاردن 32 حزب و عدد الجمعيات الخيرية المسجلة 4869 جمعية وان عدد سكان الاردن 6 مليون ونصف لعام 2015.
لنبدأ بالحديث عن الدعم المقدم للجمعيات الخيرية من وزارة التنمية الاجتماعية والذي يستهلك من ميزانية الوزارة الشيء المذكور فضلا عن التبرعات والمنح ، ولا بد من الاشادة للتمويل الاجنبي للمشاريع الخيرية وبالطبع المكرمات الملكية لها باع كبير بالدعم ، اننا نتحدث عن كمية دعم ضخمة و عن عدد لا بأس به من الجمعيات وبالمقابل نجد في منطقة الشونة الجنوبية عائلات لم ترى احد " وانا اعني كلمة احد " منذ اكثر من 10 اعوام .
الاحزاب وعلاقتها بالموضوع ،
دعم من الحكومة يصل لغاية 50 الف دينار ، مشاريع داخليه لتتمكن من الانفاق على نفسها ، تبرعات بمبالغ ضخمة "سابقا" والمقابل مؤسسات سياسية بعدد متواضع من الاعضاء ، انشطة سياسية تكاد تكون معدومة ودائما ما تكون فائته لاوانها ، و وجود خجول على ارض الواقع بقضايا الوطن والكثير من البيانات والتصريحات و رسائل الاستنكار والمحاباه التي تمثل رأي شخص الرئيس .
هذا من جانب ، و بالعودة لموضوع العمل المؤسسي من جانب اخر ، فاننا نجد انه لابد للاحزاب السياسية ان تطرق ابواب العمل الاجتماعي والخيري لتشق طريقها ولتحضى بالقبول شعبيا ، فنشاهد حملات توزيع الطرود الخيرية و تقديم العون بكافة السبل المتاحة ولكن غالبا ما تقف عند هذا الحد وتبدأ بالدوران داخل هذه الدائرة فقط ، وتنسى انها وجدت لتكون مؤسسة سياسية وتصبح الرؤى والاهداف مجرد كلمات مكتوبة على ورق بداخل الادراج .
وانه لابد ايضا من تنظيم ندوة سياسية باحدى الجمعيات الخيرية لان رئيسها ينوي خوض الانتخابات او بشكل اخر تصبح هذه الجمعيات منصات للخطب السياسية لفئة معينه.
المشكلة بحد ذاتها ليست فيما سبق وحسب ، ولكن ماذا عندما يتحول الحزب والعمل الحزبي لجمع تبرعات و تنظيف مدارس و .... فقط ، وعندما تتحول الجمعيات الخيرية لمقرات انتخابية و صالونات سياسية و ... فقط .
هنا نتحدث عن فقدان المؤسسة لوجودها ولغاياتها التي وجدت واسست من اجلها ، وبذلك يصبح العمل بدون اهمية و تبدأ المؤسسة بالتلاشي ، والضحية هنا بين عائلات تبحث عن مساعدات خيرية وبين منظومة سياسية لا تجد مسارها الصحيح .
وانعدام التنسيق بين افراد المؤسسة الواحدة و بين المؤسسات ببعضها يجعل الكثير منا يدخل في لغط بالمفاهيم ، وهذا يقودنا للسؤال
هل الحزب جمعية خيرية !!
ام الجمعية حزب سياسي !!