قصة انشاء الجامعة الاردنية (2)
د. سامح محافظة
08-11-2015 01:02 PM
أشرنا في المقالة السابقة قصة الجامعة الاردنية وعلي نصوح الطاهر (1) الى بدايات تأسيس الجامعة الأردنية، والى موقف معالي المرحوم علي نصوح الطاهر، من تأسيس هذه الجامعه وقيامه بمخاطبة رئيس الوزراء بهجت التلهوني يعترض فيها على انشاء الجامعة الاردنية في مستنبت الجبيهة، كما أشرنا في تلك المقالة الى مطالبات بعض الألوية ومناطق الاردن من أجل انشاء الجامعة في مناطقهم/ ألويتهم. وفي هذه المقالة سنبين فيها دور معالي المرحوم حابس باشا المجالي في انشاء الجامعة الأردنية.
يقول المرحوم حابس المجالي: في أوائل 1961 زار الأردن عضو الوفد البرلماني الانجليزي الدكتور ايريك فلتشر وكان من ضمن برنامج الزيارة زيارة القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية، وأثناء هذه الزيارة قابل الدكتور فلتشر المشير حابس المجالي. وخلال المقابلة سأل الدكتور فلتشر المشير المجالي: ماذا تريدون من أسلحة للقوات المسلحة الأردنية؟ فأجاب المشير المجالي بعفوية وبطريقة أذهلت السائل والحاضرين: نريد جامعة في الأردن. أنا أريد جامعة في الأردن، وإنني لم أسألكم عن الأسلحة وانواعها... وأضاف قائلاً: يمكننا – يا دكتور فلتشر- الحصول على الأسلحة من أي مصدر كان، لكننا بحاجة الى جامعة للأجيال القادمة التي يجب أن تعرف كيف تستخدم السلاح الذي سنشتريه منكم.
ونتيجة للمقابلة التي تمت بين المشير المجالي والدكتور فلتشر وما دار فيها من نقاش حول انشاء جامعة في الأردن، بعث المشير المجالي رسالة الى دولة رئيس الوزراء بهجت التلهوني يعلمه فيها بما دار بينه وبين الدكتور فلتشر، كما طلب في تلك الرسالة من دولة رئيس الوزراء أن يقوم بتوجيه دعوة رسمية الى ممثل الجامعات البريطانية في مجلس العلوم البريطاني – الدكتور فلتشر- لزيارة الأردن وتقديم النصح والمشورة بخصوص انشاء جامعة وطنية في الأردن على غرار الجامعة الأمريكية في بيروت. وتالياً نص الرسالة التي بعثها المشير حابس المجالي الى دولة رئيس الوزراء الأردني:
دولة رئيس الوزراء الأفخم
قبل أربعة اشهر زارني الدكتور اريك فلتشر النائب البريطاني، وأثناء الحديث بحثت معه قضية تأسيس جامعه في الاردن على غرار الجامعة الأمريكية في بيروت، وقد حبذ هذه الفكرة وعرضها على دولة الرئيس عند زيارته له، الذي حبذ الفكرة أيضا. ولدى تشرف الدكتور المذكور بالمقابلة السامية ذكر قضية الجامعة فباركها جلالة الملك ورحب بها. وعندما عاد الدكتور فلتشر الى بريطانيا أرسل كتاباً لي يخبرني انه قد تباحث مع عمداء الجامعات وأنه يرجو أن نجتمع به اثناء مرورنا ببريطانيا بطريقنا الى أمريكا. وفعلا اجتمعت معه وأطلعني على المباحثات التي أجراها مع عمداء الجامعات والذين استعدوا لتأييد الفكرة وابرازها لحيز الوجود وطلب ايضاً ان نجتمع معه اثناء عودتنا، وفي اثناء عودتنا أعلمنا بأنه قابل عددا من الأشخاص في عالم الجامعات وأظهروا جميعاً اهتماما بالموضوع. ولكن أهم الذين قابلهم هو سير تشارلز موريس المسؤول عن رئاسة مجلس الجامعات لشؤون التعليم العالي في الخارج كما انه يشغل منصب نائب عميد جامعة ليدز، وقد وعدت وزارة الخارجية سير تشارلز الذي بحث معها الموضوع بالترحيب بأية مساعدة تستطيع الجامعات تقديمها لحكومة الاردن. ويقترح سير تشارلز أن الخطوة التالية هي أن يتلقي دعوة من حكومة الأردن تدعوه فيها لدعوة ممثلين لقضاء عشرة ايام في زيارة الأردن بقصد دراسة هذا الموضوع ومباحثة السلطات الأردنية المختصة، ويقول الدكتور فلتشر بأنه يسره أن يكون الوسيط اذا اتفقت الحكومة الأردنية بأن يقدم الدعوة باسمها أو اسم جلالة الملك ليقوم سير تشارلز باتخاذ الخطوات المقترحة.