ليس دفاعاً عن أمين عمان بل عن عمان! ..
جهاد جبارة
07-11-2015 06:08 PM
لا أحد على الإطلاق يُنكر أن شوارع عمان قد فاضت بمياه تشارين, كما فاضت بعض بيوت عمان ذات المستوى الأخفض عن مجرى سيول "شتوة"تشارين, وأن استاد المدينة الرياضية قد غرق, وساحة المدرج الروماني كذلك غرقت حتى كاد بعض الذين غنوا أو قاموا بأداء أدوار مسرحية من الرومان هناك أن ينهضوا من سُبات موتهم ليشكروا الله على هذا الخير العميم الذي جادت به السماء في زمن القحل الذي أصاب القلوب فتصحّرت!
لا أحد يُنكر بأن هناك ضحايا"4" جراء وجودهم نيام في مواقع داهمتها المياه على حين غرّة!.
لا أحد يُنكر أن هناك خسائر مادية لحقت بالمواطنين!.
لا أحد يُنكر أن هناك من أضاع موعدا هاما,أو خسر صفقة في اللحظات الأخير قبل وصوله ليوقع العقد المنوي توقيعه!.
لا أحد يُنكر بأن العديد من مرضى الكلى حالت صعوبة الانتقال لوصولهم كي يقوموا بغسل كلاهم في الوقت المحدد لذلك!.
لا أحد يُنكر بأن هناك من تعذر عليه الوصول لمركز يُعطي الجُرعة الضرورية لوقف زحف السرطان!.
لا أحد يُنكر بأن هناك من قام بتأجيل حفل زفافه نظرا نتيجة لغرق الشوارع!.
لا أحد يُنكر كل ذلك,لا أحد,حتى رئيس الحكومة,ووزير داخليته, وطاقم الحكومة بأكمله لا يُنكرون ذلك, ولا حتى أمين عمان "عقل بلتاجي", لكن هل أن كل الذي حدث سببه "عقل بلتاجي"؟, وهل أن الفيضان الذي ضرب عمان قبل "50" عاما كما يُظهر أرشيف صحيفة "الجهاد" آنذاك سببه أيضا "عقل بلتاجي"؟.
أنا لن أكون محامي الدفاع عن أمين لعمان كانت "خطيئته" أن يقبل أخطاء من سبقوه من أمناء, وأقولها بصراحة أكثر, أخطاء الذين خططوا لعمان منذ تأسيس بنيتها... هل أن أمين عمان الحالي هو السبب خلف هذا الإكتظاظ من عربات اللاجئين الذين أمّوا عمان مؤخرا وصارت بسببه عمليات الإنقاذ شبه مستحيلة كما حدث آناء العواصف الثلجية العام الماضي؟,هل أن أمين عمان من جعل العاصمة تكتظ بالعرب بسبب اللجوء فصار السكن في التسويات والبيوت المهجورة أمنية فقراء الأردن؟!.
أمين عمان الحالي هو كمن أحب امرأة تُعاني من عِلل مُزمنة وعندما تزوجها توفاها الله فاتهموه بأنه قاتلها لأنه لم يُحسن تقديم الدواء الناجع لها!.
وفي هذه اللحظة التي أختتم فيها مقالتي أتذكر قولا ثمينا للمغفور له "الحسين", "العليق ما ينفع يوم الغارة", رحم الله الحسين, وليرحمنا الله من "ثلجات","وشتوات"قادمة, ومن يُحب عمان عليه أن يحافظ عليها فعلا وقولا,لا أن يسترسل في التنظير بينما زوجته ترمي بكل مخلفات أطفالها في ذلك الثقب الذي يقود لمصارف عمان على الأقل,على الأقل!.