الزجاجة المائية السنوية ،، وهل من سبيل للخروج ؟؟؟
07-11-2015 03:17 PM
بقلم : موسى الزيود
ان الواقع الذى تعيشه معظم المدن الأردنية لايمثل صفقة الطموح "الواقع الخدمي" والذي يتطلب جهود مضاعفة ومضاعفة متواصلة للتطوير وادخال التحسينات المستمرة والحديثة وصولا الى احداث نقلات نوعية في واقع الخدمات الاساسية المطلوب تقديمها الى المواطنين اينما وجدوا ، فلهم الحق وواجب ان يقدم بالافضل ..!!!
من منا لم يسمع بقصة المثل العربي القديم الذي يقول " تسمع بالمعيدي خير من أن تراه " . فهذا الرجل الذي اشتهر بالكرم والجود والعطاء ومكارم الاخلاق ولم يرد يوما سائل،،، ولكنه كان دميم " القبيح ، البشع ، صغير الحجم " ......الى نهاية القصة .
هذا المثل يطابق الواقع الخدمي في مدننا العزيزة ،،، وسابرز هنا احدى اهم القضايا التي تؤرق المواطنين في كل عام ، الا وهي "الاستعدادات الشتوية للاجهزة الخدمية " ، وهي مطابقة تماما للمثل الذي ذكرته في الاعلى ، وعليه يأمل المواطن الاردني ان يبقى يسمع ويقرا بالجهوزية والاستعدادات في وسائل الاعلام ،، خيرا من ان يراه لحظة الاختبار الحقيقي .
الى متى سيبقى المواطن الأردني مستمعا ولا يرى ؟؟؟ الى متى سيستمر مسلسل الجهوزية العالية وعند الاختبار الفشل ؟؟؟
قد تكون الزيادة السكانية والتوسع العشوائي سببا كبيرا في الضغط على البنية التحتية في ظل محدوديتها وعدم القدرة على تحديثها وتطويرها هذا فضلا عن التغول على شوارع المدن بالانشطة التجارية المختلفة والتي زادت الأمر سوءاً من حيث توسعة الشوارع وتحديث بنيتها التحتية التي تحتاج لملايين الدنانير ... وفي ظل هذا، الى متى سيبقى الوضع هكذا ؟؟ وهل ستبقى مدننا داخل الزجاجة المائية السنوية دون الخروج من عنقها ؟؟؟ وهل ستبقى مدننا صيفية لا شتوية ؟؟؟
لربما يكون حظ محافظات المملكة سعيدا في التعامل مع امطار الخير "غير المسبوقة دائماً " حيث الاراضي الواسعة والفارغة التي تساعد بنسبة عالية في امتصاص كميات الامطار، على العكس من محافظة العاصمة التي اصبحت المساحات الفارغة تتراجع بسرعة كبيرة نتيجة للتوسع العمراني والنشاط التجاري ، الأمر الذي سيحولها الى مدينة حجرية تختنق ، الأمر الذي يصعب من إيجاد الحلول لأي مشكلة تواجهها، لا سيما فيما يتعلق بتحديث شبكة بنيتها التحتية التي اصبحت لا تستوعب المياه في كل موسم مطري.
والشي بالشيء يذكر ،،، مؤخراً ،، تم التداول على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة مقطعا لفيديو يظهر اخر اختراعات خبراء الطرق في الولايات المتحدة الأمريكية، من اختراع نوع جديد من "الأسفلت" يمكنه شفط المياه بسرعة رهيبة وبكميات كبيرة دون الحاجة إلى المصارف التقليدية والتي لا تصمد أمام مياه الأمطار ، مما يجعل الاختراع الجديد له أهمية قصوى يستحق المتابعة.
واعتقد ان مثل هذا الاختراع يساعد المدن التي تعاني من مياه الامطار خلال فصل الشتاء ،،لا سيما التي يصعب تطوير او تحديث بنيتها التحتية ،، ولكن هناك زيادة مضطردة في السكان وهذا يتطلب العمل سريعا ويدعو الى إنشاء مدن جديدة مبنية على التخطيط الجيد وان تكون على استيعاب النمو السكاني في المستقبل خاصة في البنية التحتية .