الانطباع العام أن أسعار الأسهم في بورصة عمان في حالة سيئة، وأن حملة الأسهم حققوا خسائر كبيرة. هذا الانطباع صحيح إجمالاً ولكن فيه مبالغة كبيرة، فالوضع الحالي يمكن أن يوصف بأنه عادي.
تتراوح القيمة السوقية للأسهم في بورصة عمان في الوقت الحاضر حول 18 مليار دينار، وكانت قبل خمس سنوات أي في أوج الازدهار قد وصلت إلى حوالي 27 مليار دينار، أي أنها انخفضت خلال السنوات القليلة الماضية بنسبة الثلث وبمعدل 5ر6% سنوياً.
هذه هي الصورة الكلية، ولكن التفاصيل تختلف فهناك اسهم ارتفعت قيمتها، واسهم انخفضت إلى الحضيض واقتربت من الصفر، وهذا أمر طبيعي في سوق حرة وتنافسية تشهد ارتفاع هذا وانخفاض ذاك.
من ناحية أخرى فإن مضاعف السعر الجاري للسهم إلى الربح المحقق في بورصة عمان يتراوح حول 14 مرة وهي نسبة تدل على أن مستوى الأسعار الراهن طبيعي بالمقاييس العالمية، حيث يتراوح بين 14 إلى 17 مرة.
أما توزيع الأرباح على المساهمين كنسبة من القيمة السوقية الراهنة فتبلغ في المتوسط 7ر3%، وهي نسبة جيدة إذا أخذنا بالاعتبار أن الفوائد على الودائع لاجل تقل عن هذه النسبة.
يذكر أن قيمة الأسهم الجارية تعادل حوالي 70% من الناتج المحلي الإجمالي، وهي نسبة جيدة تدل على نشاط استثماري في الاقتصاد الأردني، علماً بأنها كانت قد وصلت في وقت ما إلى أكثر من 100%.
هذه الأرقام والنسب المئوية تشير إلى أن الاستثمار في الأسهم يظل مجدياً حتى في ظل الظروف والأسعار الراهنة.
ذلك أن دخول السوق وهو في ادنى مستوياته أفضل من الانتظار، خاصة وأن احتمالات المزيد من الهبوط محدودة للغاية، واحتمالات الارتفاع أقوى، بدلالة أن الأسعار الجارية لأسهم بعض البنوك والشركات المتينة يقل عن القيمة الدفترية.
موجة الانخفاض الموجع في أسعار الأسهم حدثت في ظل الأزمة الاقتصادية العالمية، عندما انخفضت أسعار الأسهم في جميع البورصات حول العالم. لكن الأزمة العالمية انحسرت، وعاد الاقتصاد العالمي إلى حالة الانتعاش، وسجلت بورصات العالم ارتفاعات شاهقة، ولكن ذلك لم يحدث في الأردن بعد، وقد يكون على وشك الانطلاق.
الرأي