ساعة من المطر .. ماذا بعد ؟
عصام قضماني
07-11-2015 02:07 AM
موضوع الساعة هو الطقس وتداعيات الأمطار الغزيرة وقريبا تساقط الثلوج، وهو مناخ ليس جديدا على المملكة، لكنه في هذه المرة بدا وكأنه كذلك.
سبق للطقس وأن كشف عن عيوب في البنية التحتية وفي الخدمات وسبق للأمطار وأن أغرقت الأنفاق وداهمت المساكن وخلل المناهل ليس مفاجئا فقد حدث ذلك في الشتاء الماضي.
كان يفترض بأمانة عمان أن تستثمر الوقت بين الفصلين لتصويب هذه الإختلالات وسد هذه الثغرات لكنها لم تفعل ولو فعلت لكانت الأثار أقل سوءا من ذلك بكثير.
وزير الداخلية الذي اعتلى الميدان في غياب المسؤولين الأساسيين، سلط الضوء على الاختلالات فالمناهل ومرافق التصريف الصحي التي خضعت الى اختبارات كفاءة لم تعمل لأنها ببساطة كانت مغلقة، هل هناك فجوة فهم أو إتصال أو تواصل بين رأس الهرم في أمانة عمان وبين القاعدة ؟
تطمينات الأمين حول الإستعدادات التي دفع بها الى الرأي العام والناس قبل أسبوع لم تصدق، فهل كان الأمين ضحية لمعلومات مضللة ؟
السبب واضح وهو أن صيانة فعلية لم تتم منذ وقت، لمتابعة هذه العيوب وإصلاحها لمواجهة مثل هذه الأجواء، فما تبذله في سنة تجده في يوم.
ما حصل هو أن أمانة عمان وعلى مدى السنوات القليلة الماضية تخلت عن واجباتها الاصلية الى مهمات أخرى كانت الغاية منها هي زيادة عائدتها من مصادر أخرى غير التقليدية، وقد كان يجدر بها أن تزاوج بين المهمتين أو أن تحتفظ بواحدة إن لم تستطع.
منذ مدة لم نر صيانة فعلية للطرق ولمناهل التصريف وللجسور والأنفاق، فكل ما كان يجري هو «ترقيع»، فها هي الطرق تحكي القصة ولو كانت السيارات قادرة على الصراخ لسمعنا ضجيجا لم نسمعه قط من فرط الألم.
بدلا من التغني بالجماليات كما هي في عالم الأمانة الإفتراضي عليها أن تعود الى مهماتها الرئيسية في الصيانة والتجديد وهل تلتفت الى النظافة وهي الخدمات الأساسية التي تتقاضى عنها رسوما وعوائد.
إشتقنا للافتات: نأسف على إزعاجكم نعمل من أجل خدمتكم « فهذه لم نعد نراها الا عندما يتم تخريب الطريق لإصلاح أنابيب المياه أو تركيب أخرى بأثر رجعي.
أهم نتائج ما حصل هو أن دافع الضريبة لم يرها كما يجب في الخدمات التي يتلقاها، نأمل أن لا يداهمنا المسؤولون مجددا بكومة من التبريرات، عليهم أن يبدأوا الحلول أو يتركوها لغيرهم.
الرأي