(لو أن دابة في العراق تعثرت لخشيت أن يسأل عنها عمر لما لم يمهد لها الطريق) هذا ما قاله سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه فعندما دخلت عليه زوجته فاطمه وهو يبكي فسألته عن سر بكائه قال: أني تقلدت (توليت) من أمر أمة محمد صلى الله عليه وسلم أسودها وأحمرها فتفكرت في الفقير الجائع والمريض الضائع والعاري والمجهود والمظلوم والمقهور والغريب الأسير والشيخ الكبير وذوي العيال الكثير والمال القليل واشباههم في أقطار الأرض وأطراف البلاد فقلت ان ربي سائلي عنهم يوم القيامة فخشيت إلا تثبت لي حجه فبكيت!!
أوردت هذه العبارات للفاروق لأعكس هذا المشهد على ما يجري الآن في أجمل المدن عمان التي شاخت وهي فتية، وجنوبها وشمالها وشرقها وغربها، حيث استيقظنا مع ساعات الصباح الاولى على صوت حبات البركة من أمطار الخير لبدء موسم الشتاء وهو رحمة لنا من رب العالمين،ويارب رحمتك عما جرى وسمعنا وشاهدنا فعلآ . يندى له الجبين ،، غرقت أجمل العواصم خلال سويعات لتتحول فجأه ألى مدينة البندقية الايطاليه، ولكن للأسف بسبب الأهمال وعدم المسؤولية من مسؤولين تقاعسوا عن حملها بأمانة، وهي ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة طالما بلينا بمسؤولين لا يملكون الأ الجعجعة عبر وسائل الإعلام، والتقاط صور السلفي لهم وهم يقشطون الأرض، أو يأكلون الكنافة وسط البلد أو يجربون أصواتهم للغناء مع الفرق الشعبية احتفالأ بإنجازاتهم التي فاقت كل وصف، فتارة يطلقون حملة نظف سطحك وتارة نضيء عمان بالكاندرين وتارة نعود إلى مهزلة الباص السريع الذي لن يصل، وتارة تؤرقهم البسطات فيزيلونها بحجة منظرها،ألم تؤرقكم مشاهد المواطنين وهم غارقون بالمياه التي داهمت منازلهم وأتت على ممتلكاتهم التي لم يحصلوا عليها بحكم مناصبهم التي وصلوا إليها بدون أدنى كفاءة إنما بعرق جبينهم وكفاحهم وشقائهم عبر سنوات طويله، ألم يدمِ قلوبكم ويقض مضاجعكم مشهد الأب الذي ينتحب لفقدان أطفاله بسبب أهمالكم، أعتقد جازمة أن الأجابة هي بالنفي فعندما يموت الضمير يتجرد الإنسان من أدنى مقومات الإنسانية ليلهث وراء الكرسي وما يحققه من مكتسبات شخصية على مبدأ انا ومن ورائي الطوفان، والمضحك المبكي أن المسؤول الأول في الامانة يشارك في مؤتمر للسياحه في عاصمة الضباب!
لا أدري هل تلك الزيارة جاءت للترويج للمدرج الروماني الذي استطاع بجهوده وإنجازاته وهندسته الانسانية أن يحوله بعد آلاف السنين الى مسبح روماني ليمتزج التاريخ مع الحداثه كسبق حضاري نضاهي به الأمم!
أين مشروع تطوير الساحة الهاشمية ووسط البلد الذي تحدثتم عنه حتى ظننا أن الدنيا قمرا وربيع ؟ أين ألبنية التحتية لآلية تصريف المياه التي انجزتموها في هذا المشروع؟ أما التصريحات النارية لبعض مسؤولي الامانة التي أطلقت من ابراج عاجي فحدث ولا حرج فقد صرح أحدهم: (أن الأمطار فاقت جميع القدرات الاستيعابية لمصارف المياه وهي حالة استثنائية لا يمكن بناء البنى التحتية بالأعتماد عليها بشكل دائم!!
بالله عليك ومن واقع خبرتك الميمونة أن تخبرنا ما هي القدرة الاستيعابية لبنيتكم التحتية حتى نكون على أهبة الاستعداد وفصل الشتاء في بدايته ، لعلنا نستبدل السيارات وباصات النقل العام وفقآ لعطاء من حكومتنا المبجله بقوارب ، وبدلآ من حملة نظف سطحك أستوطن سطحك في فصل الشتاء لتمارس حقك في الحياة، أما الطامة الكبرى عندما أوضح شخصه الكريم أن هناك أضراراً في الممتلكات الخاصه للمواطنين خاصه بالمنازل والابنية السكنية مشددآ أن الامانة لن تعوض المتضررين معللا ذلك بأن هذه الأمطار ربانيه! فعلا ليس بعد الكفر ذنب ، إذن ما هو الهدف من وجود أمانة عمان بكوادرها ومهندسيها ولماذا تتقاضى من جيب المواطن رسوما وضرائب تفننتم في أساليب جبايتها؟ إلى هذا الحد وصل التنصل من مسؤولياتكم؟
نحمد الله أن أجهزة الأمن العام والدفاع المدني دائما على قدر المسؤوليه ليلبوا نداء الوطن والمواطن فتحية فخر واعتزاز بهم ونقبل حبات العرق على جبينهم فهولاء هم النشامى الحق الذين يعملون بصمت ولا تلاحقهم صور الأستعراض، أيها المسؤولين هل بقي لديكم شئ من خراب لتقدموه لهذا الوطن ؟ أن الأوان لحكومة الضرائب والخطابات الرنانة الهرمه بأدائها ورجالها مع احترامنا لشخوصهم أن يرحلوا الى غير رجعة، أتقوا يومآ تسألون به أمام الله يوم القيامة ولن تثبت لكم حجة،، كفى الأ تخجلون!!