"..في مواسم الاحتفالات يرى الناس رئيس الحكومة يتحدث ويحاضر على الأردنيين في التلفزيون عشرين دقيقة في مواضيع لاتهم احداً "..
"الأردنيون ليسوا بحاجة الى محاضرين بل الى من يحملون امانة المسؤولية"..
.........
التحليل العام لدى المهتمين أن الحكومة ستبقى حتى تقوم بحل مجلس النواب تمهيداً لإجراء انتخابات مجلس النواب القادم، وكذلك أمين عمان الذي قرا الناس أنه باق حتى عام ٢٠١٨ ، وكذلك البلديات .
ومن يقرأ مزاج الأردنيين يدرك ان الناس ليست معنية ببقاء الحكومة حتى أو رحلت بعد خمسين عاماً، لكن هذا المزاج يقول أن بعض المحطات اليومية والاحداث العادية التي تتحول إلى كوارث بفعل التقصير والضعف تجعل من الحكومة وأدواتها التنفيذية في حالة من الموت السريري والغرق كما غرق بعض المواطنين والسيارات والبيوت في مياه شتوه لم تتجاوز الساعة والنصف كما يقدر المسؤولون.
ان الناس في هذه المواسم لا ترى مسؤولاً يجرؤ على الحديث أو المتابعة لأن الحكومة وأدواتها مثل أمانة عمان تشعر كم هي مقصرة، وكم هي عاجزة عن أداء الحد الأدنى من واجبها الذي جاءت من أجله .
في مواسم الاحتفالات يرى الناس رئيس الحكومة يتحدث ويحاضر على الأردنيين في التلفزيون عشرين دقيقة في مواضيع لاتهم احداً حتى تلك التي تتحدث فيها الحكومة عن نزاهتها أو عن عدم زيادة المديونية فرشت في عهدها، لكن عندما يكون التقصير يغيب الحديث ممن يجب ان يتحدثون.
فعندما كان حريق الجمارك أعلن وزير المالية بالوكالة أنّ الحكومة تتحمل كامل المسؤولية عما جرى، ولم ير الناس إلا إقالة مدير الجمارك، ولم تدفع الحكومة أي ثمن لتقصيرها الذي ذهب ضحيته بضعة ارواح وجرحى.
وفي الشتوه اليوم سكت أهل الكلام الذين يراهم الناس يتحدثون في مواسم برامج الصباح عن أدراج عمان ومحلات الكنافة القديمة، لكنهم لم يتحدثوا عن تقصيرهم في حماية ارواح الناس وحق الأردني في المسير الآمن.
تعطلت الحياة وكأننا نستقبل الشتاء للمرة الاولى، وحتى الشوارع المنبسطة تحولت إلى مستنقعات ولم نشاهد إلا رجال الأمن العام الذين حاولوا مساعدة الناس لكنهم ليسوا المسؤولين عن فتح المصارف والاستعداد للشتاء.
لو أن الحكومة وأدواتها الخدماتية يعملون عند الأزمات بمقدار ما يتحدثون في الندوات والاحتفالات لكانت امورنا بخير، ولو أن التنظير الذي يصبونه على رؤوس الأردنيين على شاشة التلفزيون يقابله عمل للتعامل مع الأزمات لكنا بألف خير، لكنهم يتحدثون في الرخاء ويصمتون في الأوقات الصعبة والتي تتحول الى صعبة لأنهم مقصرون.
ربما نحتاج نحن الأردنيين إلى فصل خامس غير فصولنا الاربعة لأننا في الصيف نفقد الكهرباء وفي الخريف والشتاء نفقد الحياة الطبيعية وتغرق شوارعنا، أو ربما نحتاج إلى نوعية من المسؤولين يشعرون بالمسؤولية عن أحوال الناس، وأن الأردنيين ليسوا بحاجة الى محاضرين بل الى من يحملون امانة المسؤولية.
نحمد الله تعالى أن الملفات الصعبة بيد الملك ومن حوله الجيش والاجهزة الأمنية وإلا لكانت الكوارث أكبر ، لأن عجز حكومة عن مواجهة "شتوة" يجعلنا نشعر بالقلق الشديد لو كانت مسؤولة عن استقرار الاْردن وأمنه.
لتبقى الحكومة حتى نهاية القرن أو لترحل فهذا ليس أمراً يهم الناس، لكن المهم أن تكون قادرة على فتح المناهل وادارة حركة السير في أيام الشتاء والإبقاء على التيار الكهرباىي في الصيف.