الشعور الذي يريد أن يربت على كتف الشمس دفعة واحدة، يتمثل بإصابتنا بكرم الأحلام نحو "فلسطين" ، هذا الوطن الذي نرى ولادته كل يوم ونعرف كل يوم أن هناك "حياة" تختبئ كما الشعر بين شقوق صخوره ، ولون هويته .
***
ما أفعله ـ بالضبط ـ أنني أتأملك "فلسطين" إلى الحد أنك تنيرين لي دربي برغبة وحيدة ،إنها رغبة الهروب من كل هذا الألم المفتوح كبئر،يسقط فيه قمري باستمرار .
عبر التفكير بك أتأمل سؤالك "أيهما أكثر ألماً أن أكون محباً لك في أرضك ، أم في أرض غيرك " … وما الفرق طالما أن كلانا غارق في حراسة الحلم الذي يقول لنا كل شيء .
***
هنا أكتشف مصافحة رجل في خريف العمر لك ، ولكنني لا أقوى على الحديث عن ملحك وشمسك ، وعن سنواتك التي أصبحت بعيدة ، لا أقوى على مصافحتك سوى كما يصافح ورق الخريف أرصفة الطرق المهزومة.
***
على رسلكَ … فما الكتابة سوى "انفتاح جرح ما" ، على ذكريات "أيار" وحبات "الدراق" ، و أيامنا الحلوة والعذبة ، ولكن ها قد ذهب أيار وأنا لست معك ، وها قد جاء شباط من هذا العام من دونك ، وها أنا عبر الكتابة … كل الكتابة لا أستطيع "حتى" أن ألمسك ، فلا غرابة أن كل الأشياء برمتها تزمّ شفتيها وتملأ روحي بكتمان وعطش وسرية ، وبهدية هي دائماً عبارة عن حنين للون الظهيرة .
***
أطلب تصريحاً للإقامة في الحلم ، أطلب كبسة زر واحدة مكتوب عليها بحروف عريضة كلمة "عشق " ، إنها كلمة واحدة منحتها سنوات طويلة عجنتها بأحلامي وأمنياتي ودون سذاجات ، أين ذهبت هذه المفردة "عشق" ، أين انكمشت وببطء يشبه تأنيب الضمير تحيك القصص والبطولات عنك .
***
ماذا أفعل بكلمة "عشق" دونك .
دونك لا أذن معي للإقامة تحت السماء ، لا أذن معي لأردد ما قاله الشاعر محمود درويش " أحياناً ، يلقون عليك القبض ، وأنت ترتكب الحلم " ، ما أفعله وأتطلع لفعله ، عليّ أن أجد عشيقات أخريات دائماً ، عليّ أن أكون محبوباً لا محباً فقط .
***
رغم أن الموت واحد لأسماء كثيرة ، إلاّ أننا أصبحنا نعرف بأمر هذا الموت منذ زمن طويل ، ونصر على اكتشاف هذا الموت كل صباح ، ونصر نحن الجميع على الشفقة من ذلك الموت الذي يأتي بغزارة كل يوم حتى بات يعرفه الجميع، ويخشاه الجميع كل يوم أيضاً .
"الجميع" بعد الرحيل عنك ما زالت تتوالد لديهم رغبة البوح بكل شيء وبمهارة فائقة ، "الجميع " زادت رغبتهم بمعرفة ماهية الأسرار التي تربطهم بهذا الوجود "رمادي " اللون والمنشأ ، "الجميع" أصبح على علم بان "فلسطين تنام في جيوب الفاتحين ".
***
"الجميع" من أين لهم كلّ هذه المعرفة عن الموت الذي لا يقهر ، ويصل في الساعة المعينة إلى الشخص المعين ، "الجميع" إنها مفردة غير محببة سوى للموت الذي بدأ ينمو ويغزو جميع " صباحاتنا " باتت موحشة ولا تدهش سوى الحمقى .