facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




في الذكرى 10 لوفاة مطلق عيد الرواجفة

05-11-2015 05:43 PM

في الذكرى العاشرة لوفاة المغفور له بإذن الله اللواء مطلق عيد الرواجفة

في صبيحة الخامس من تشرين الثاني لعام 2005 الذي صادف اليوم الثاني من أيام عيد الفطر المبارك وفي تمام الساعة السابعة صباحا رن جرس الهاتف فانتابني شعور بأن أمرا جللا قد حصل. كانت والدتي على الطرف الآخر تتصل معي من مدينة الحسين الطبية فأدركت فورا بأن روح والدي رحمه الله قد فاضت أو على وشك إلى بارئها وذهبت فورا الى مدينة الحسين الطبية وعند وصولي الى الجناح الخاص حيث قضى رحمه الله آخر أيام حياته علمت أنه في غرفة الإنعاش فدخلت رغم طلب الممرضين مني عدم الدخول وشاهدت جسده الطاهر مسجىً على سرير ولمحت على جهاز مراقبة المؤشرات الحيوية آخر نبضة لقلبه العفيف الذي لم يعرف الحقد يوما وكان هناك بضع قطرات من دم "أبو غالب" الطاهر نزفت من موضع الإبرة التي غرست في ساعد يده اليسرى التي لم تمتد الا لما هو طاهر وشريف. فما كان حينها الا إستنهاض الهمة والقول إنا لله وإنا إليه راجعون. موقف عظيم أمام قامة عظيمة من قامات الأردن، وقفت أمام تاريخ طويل وإرث مشرف.
لم يتوان رحمه الله عن خدمة المحتاجين ونصرة المظلومين. فكان يومه بعد أن أحيل إلى التقاعد من الجيش العربي في سن مبكرة يبدأ في الساعة السادسة صباحا ولا ينتهي إلا بإنتهاء دوام آخر مؤسسة حكومية يمضيه في مساعدة المحتاجين. تعلمنا منه كيف يكون الإنسان ضعيفا في حق نفسه قويا في مساعدة الآخرين. تعلمنا منه كيف يكون الإنتماء لتراب هذا الوطن. تعلمنا منه كيف يكون الصبر وأن ذلك من شيم الرجال. صبر على نوائب الزمان، أحب الحياة وصبر على المرض الذي لازمه قرابة الأربعة عشر عاما وكان طيلة تلك الفترة متفائلا يحدوه الأمل بالشفاء. وأذكر بيتا من الشعر تعلمته عنه يقول:
" إصبر ترى الصبر زين وبيه مقضاة ثنتين تكسب جميل وتأخذ الحق وافي"
ولد في الشراة في جنوب الأردن والتحق بالجيش العربي في سن مبكرة لم يتجاوز السادسة عشرة من عمره وله خدمة تناهز الثلاثين عاما. شهد الحرب العالمية الثانية ورافق قوافل جيوش الحلفاء من العراق إلى العريش على الدراجة النارية، حيث كان ثاني قائد دراجة بعد مدربه، وفي نهاية تلك الحرب شارك في استعراض النصر لجيوش الحلفاء الذي أقيم في العاصمة البريطانية. شارك في معارك البطولة والشرف عام 1948 على أسوار القدس وكان له مواقف يذكرها المقدسيون.قاد الحرس الذي رافق كلوب باشا من منزله الى المطار عندما أقدم المغفور له الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه على تعريب الجيش العربي. شارك في بناء الدولة الأردنية وتطوير قواتها المسلحة حيث أسس مركز تدريب الدروع وأنيط به تشكيل أحد ألوية الدروع في الجيش العربي. كما وكان له شرف الحصول على موافقة المغفور له جلالة الملك الحسين بن طلال على تغيير مسمى إحدى الكتائب التي قادها إلى مسمى كتيبة "الأمير عبدالله الأولى الآلية" وكان ذلك احتفاء بمولد جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين أطال الله في عمره وتسميته وليا للعهد. كانت قيادة لواء الحرس الملكي آخر المهام التي اسندت اليه في الجيش العربي حيث كانت حماية عاصمة المجد والكرامة عمان مناطة بهذا اللواء.
وامتدت خدماته رحمه الله خارج الوطن حيث ساهم في تأسيس قوة دفاع مملكة البحرين والحرس الأميري أنذاك تجسيدا لأواصر الأخوة التي ربطت المغفور لهما جلالة الملك الحسين بن طلال وأخيه سمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة رحمهما الله رحمة واسعة. وبطلب من المغفور له سمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة وبموافقة كريمة من المغفور له جلالة الملك الحسين بن طلال استمر في العمل مستشارا عسكريا لحكومة البحرين. ولم يغفل عن خدمة الأردن وابناء الجالية الأردنية في البحرين اثناء تلك الفترة التي لم يكن هناك فيها سفارة لحكومة الأردن لدى حكومة البحرين.
أحب العلم والعلماء وليس أدل على ذلك من كفاحة لإيجاد مدارس للذكور وللإناث في مسقط رأسه الراجف. كما وكان له موقف مشرف في حماية أولى مؤسسات التعليم العالي الأردنية، أشاد به جلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال رحمه الله عندما تعامل مع تظاهرات الطلبة في الجامعة الأردنية إثر أحداث السموع بحس عال من المسؤولية كان موضع تقدير من القيادة الهاشمية ومن إدارة الجامعة وكان ما جاء في برقية التعزية التي تلقيناها من شيخ الأساتذة المرحوم الأستاذ الدكتور عبدالكريم الغرايبة حول حماية طلبة الجامعة اثناء هذه الحادثة تأكيدا لذلك الموقف المشرف.
عاش شريفا نظيفا عفيفا لم يعرف الحقد أو الكراهية، كان حريصا على أن يحثنا على حب الوطن وإحترام الوحدة الوطنية، ترك لنا كنزا من المعارف والأصدقاء الذين أحبوه وذكروه بالخيروكنت أتمنى لو كان حيا ليشاهد التكريم الذي قامت به قواتنا المسلحة الباسلة له وليشاهد نعشه الذي غطي بعلم وطنه الذي أحبه وليشاهد الجموع الغفيرة التي حضرت يوم وداعه إلى مثواه الأخير.
أبو غالب، عشر سنوات مضت عل فراقك ورحيلك من دار الفناء الى دار البقاء. رحمك الله رحمة واسعة وطيب الله ثراك. لن ننساك ولن ينساك أهلك وعشيرتك وأصدقائك ومحبيك وسيذكرونك بالخير إن شاء الله. ستبقى مخلدا في ذاكرة الوطن. عظمت بك الذكريات والحكايات. أرقد قرير العين وإلى جنات الخلد في عليين مع الأبرار والصديقين وحسن أولئك رفيقا.

أ.د خالد مطلق عيد الرواجفة





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :