ميشيل اوباما .. أهلاً وسهلاً
04-11-2015 11:46 AM
أهلاً وسهلاً بالسيدة الأميركية الأولى ميشيل اوباما في الأردن، وهي تحلُّ ضيفةً عزيزةً على بلادٍ صديقةٍ لبلادها، وعلى شعبٍ يحلمُ معظمه بتأشيرةِ دخولٍ إلى الولاياتِ المتحدة.
أهلاً بكِ سيّدتي، وأنت تواصلينَ مبادرة "معاً لتعليم الفتيات". وإذا كنتِ تقصدينَ التحاقهنَّ بالمدارس والكليات والجامعات، فأودُّ أنْ أطمّئنكِ أنّ نسبة بناتنا على مقاعدِ الدرس تفوق أولادنا، وفقاً للاستراتيجية الوطنية لشؤون المرأة. أمّا إذا كنتِ تبحثين عن نوعيةِ التعليمِ التي يتلقاها الأردنيون والأردنيات، فيؤسفني إبلاغك أننا ما نزالُ في مرحلة المحفوظات، لكننا جاهزون لتسميعِ الدرسِ من أوّله في حضوركِ الكريم.
ما زالت مناهجنا تحثُّ على التعصُّب والانغلاق ورفض الآخر. ما زالت بناتنا يدرسنَ التاريخَ ويحلمنَ باستعادة أمجاده، ويعرفنَ عن الخنساء وخولة بنت الأزور أكثر مما تظنين.
أمّا إذا جئتِ إلى بلادنا لتعرفي أكثرَ عن حرية الفتيات وبناء شخصياتهن وفقاً للتربية الوطنية، فأقولُ لك إنَّ الفتاةَ تكبرُ في بيتها ومدرستها وجامعتها، وهي مكروهة، وتعيشُ تحت اكراهات ثقافية واجتماعية في أكثر من مستوى. ولا تنصفها التشريعاتُ، ولا تزالُ تعاملها كنصفِ انسان، وتنتهكُ حقوقها، ولا تحميها من التمييز، ولا من نزعات الجهل والجاهلية، فالجيلُ الذي لا يزالُ في المرحلة الثانوية لدينا حفظَ قبل سنوات القاعدة الذهبية لمكانة المرأة في الأسرة: ماما تطبخ.. بابا يقرأ الجريدة.
التعليمُ في بلادنا يا سيّدتي استنزفته المصفوفاتُ والاستراتيجيات ولجان تطوير المناهج المتعددة، ثم جاءت الاستثماراتُ الضخمةُ لمن يملكُ مالاً فتحصلُ ابنته على تعليمٍ متطوّرٍ وفق الأنظمة الأميركية والبريطانية، وَمَنْ كانت ابنته في مدارس صبحا وصبحية، وجحفية، ودلاغة، والعالوك، والمأمونية، فعليه أنْ يحرصَ على تدفئتها جيداً في الشتاء، ولا يهمُّ ما تقرأُ عنه في المناهج.
لا أريدُ أنْ أنغِّصَ عليك زيارتكِ. ولن أضعَ مع هذا الكلام رابطاً لقانون الأحوال الشخصية الأردنيّ لسنة 2010، الذي كتبه شخصٌ (توفي 767 ميلادية).. فأنا سعيدٌ جداً بحضورك، فأنتِ ستلفتين أنظارَ الدول المانحة لدعم الأردن مالياً، من أجلِ توفير التعليم لأطفال اللاجئين السوريين، وهذه مهمةٌ نبيلةٌ وعظيمة.
كما أنَّ الاهتمامَ الإعلاميَّ بزيارتك ربما يثيرُ انتباهَ العالم إلى منتجنا السياحيّ، فأنتِ على موعدٍ مع الدهشة، حينَ تزورين البترا، قريباً من مدارس وادي موسى وبئر الدبّاغات وبئر خداد.
أتمنّى لكِ طيبِ الإقامةِ في بلادنا، ومناخها المتوسِّطيّ. ولا عَلَيْكِ من مبادرتك "معاً نحو طعامٍ صحيّ". تناولي منسفنا في أيّ مدرسةٍ تزورينها. تجاهلي الكوليسترول، وتمتَّعي باختلافِ المذاق، وتنوع النكهات، فنحنُ أيضاً نؤمن بالاختلاف والتنوُّع عندما يتعلقُ الأمرُ بالمنسف..