بطرحه قانون المالكين والمستأجرين على الناس على اختلاف تلاوينهم ومستوياتهم يكون رئيس الوزراء نادر الذهبي قد خطا خطوة اولية في مبدأ المشاركة الشعبية ، علّ هذه الخطوة تتحول الى سنة حميدة تكتب في سجله والا تكون بدعة لمرة واحدة ، فقد ضج الناس كثيرا من مسألة اغفالهم واغفال رأيهم وتوجهاتهم من لدن الحكومات التي تلجأ الى مبدأ التسكين وسلامته في القوانين مكتفية بحوار نيابي تجريه اللجان البرلمانية على استحياء مع مهتمين. وكلمة المهتمين تتطلب تعريفا لان من تدعوهم اللجان النيابية بوصفها حلقة تواصل مع القواعد الشعبية في معظمهم لا ينطبق عليهم تعريف المهتمين بل قد يكونون متهمين .

رأي الناس الذي اعتادت الحكومات بتواطؤ مع النواب القفز عنه ، لم يعد عاجزا عن الوصول الى صاحب القرار الذي يفيض بحركته وتحركاته على كامل مساحة الوطن يستمع ويعالج وينفذ ، بعد ان عجزت السلطة التنفيذية عن القيام بدورها وعجز النواب عن ايصال صوت ناسهم ، بدليل ان مدرسة في فقوع تحتاج الى تدخل ملكي وكذلك بيت نايفة وفهيدة في محافظة تعج بالسادة النواب والاعيان واصحاب المعالي والعطوفة ورؤساء الوزارات السابقين ، ومع ذلك تنتظر زيارة الملك ، دون ان نقرأ في بيان نيابي او مقترح حكومي تصويب احوال هذه المدرسة او بناء بيت لمحروم وهذا الحال ينطبق على باقي المحافظات التي كشفت الزيارات الملكية لها حجم الهوة بينها وبين نوابها ورجالاتها في مواقع القرار. الان سنفترض حسن النوايا بالحكومة ولكن من حقنا ان لا نسلفها هذه المسألة طويلا ، فنحن ما زلنا ننتظر شفافية في كل الاجراءات وتحديدا اجراءات بيوع الاراضي ، واجراءات اخرى بعد ان اكتوينا بنار الوعودات المعسولة وقد يكون طالع حكومة الذهبي ليس حسنا بمقدمها بعدسلسلة حكومات لم تعرف من الشفافية الا اسمها فقط.

القضية الاخيرة التي نبسطها اليوم وتحقق فعلا مبدأ المشاركة الكاملة هي جدية الحكومة في اشراك الناس من خلال انشاء شركة عامة يساهم فيها الاردنيون اولا لتمويل المشاريع الضخمة التي تنوي وزارة المياه طرحها مثل قناة البحرين وكذلك شركة الاراضي المزمع انشاؤها ، فنحن أولى من المستثمر الخارجي الذي يحقق كل الربح واجزم بانه لا يترك لنا حتى الفتات.

المشاركة لا تجزأ وعلى الحكومة ان تشركنا في كل القرارات وتتلمس حاجاتنا واوجاعنا وفي حال تقصيرنا الذي لم ولن يكون بوسعها ان تلجأ الى الاخفاء والمستثمر الخارجي ، فالاردنيون لم يتاخروا يوما ولن يتاخروا .
الدستور.