العرس في اسطنبول والفرح عربي!
حلمي الأسمر
03-11-2015 02:28 AM
فوز حزب العدالة والتنمية التركي في انتخابات الأحد، حدث زلزالي كبير، لن ينسف البيئة الإقليمية والاستراتيجية لإسرائيل بشكل كارثي فقط، وفق الباحث الصهيوني افرايم عنبر، بل سيغير كثيرا من المعطيات في المنطقة العربية، فضلا عما يمكن أن يحدثه هذا الفوز على صعيد تغيير وجه تركيا بالكامل، على ضفاف هذا الحدث الكبير، ثمة عدة ملحوظات، تلمع في الذهن، قبل أن تهدأ عواطف من احتفل بهذا الفوز، ومن انتحب!
أولا/ من تابع شبكات التواصل الاجتماعي خاصة تويتر وفيسبوك، يلحظ أن الانتخابات التركية كانت حدثا عربيا محليا بامتياز، فمثلا هاشتاق (وسم) #تركيا_تنتخب على تويتر العربي شهد 125 تغريدة عربية يومي الأحد والإثنين، غالبيتها الساحقة تحتفل بالفوز، وتهلل له، كأنه حدث عربي بحت، وهي ظاهرة أثارت بعض المغردين، فكتبوا ساخرين: العرس في تركيا والاحتفال عربي، ولا عجب، فتجربة تركيا تشكل مصدر إلهام كبير لكثير من الشعوب العربية التي لم تذق طعم الانتخابات، ولو على صعيد رئيس بلدية، فضلا عن وشائج القربى الثقافية والحضارية والوجدانية التي تربط بين الشعبين العربي والتركي!
ثانيا/ لوحظ أن هناك ربطا «آليا» بين انتخابات مصر، حيث كان الإقبال ضعيفا جدا، (تراوح التقدير بين 2 و20 في المائة من أصحاب حق الاقتراع)، في حين قاربت النسبة في تركيا الـ 90 في المائة، وهو فرق هائل يلفت النظر، فسره كثير من المغردين باختلاف نسبة «الثقة» في العملية الانتخابية بين مصر وتركيا.
ثالثا/ بدا أن أكثر المستائين من نتائج الانتخابات التركية كانوا على نوعين، الأول: إسرائيل، التي اضطرت ان تعتذر لتركيا، للمرة الأولى في التاريخ، جراء عدوانها على سفينة الحرية مرمرة، أما النوع الثاني من المستائين، فهم العرب الذين أمِلوا أن يفشل اردوغان، باعتباره رمزا ناجحا لما يسمى «الإسلام السياسي» كي يدفنوا مرة واحدة وللابد هذا الملف، وبين الفريقين، الأول والثاني، عناصر مشتركة في مناهضة أصحاب هذا الملف، وإن كان لكل منهم أسبابه الخاصة، وهذه المفارقة لفتت نظر البعض حين قالوا أن بوصلتنا هي فلسطين والقدس، فما يغضب من يحتلها، فهو على حق، ببساطة شديدة، ولا يمكن أن نفرح لما يفرح له الصهاينة!
رابعا/ اعتبر بعض المحللين أن فوز حزب الحرية والعدالة التركية، سيغير فعلا وجه تركيا لسنوات طويلة قادمة، فنسبة الفوز ستمكن الحزب من تغيير الدستور، وتحويل البلاد إلى النمط الرئاسي، كما سيهيىء الفرصة لحكومة العدالة والتنمية أن تعيد نشاطها في المنطقة العربية والعالم، بعد أن طوت ملفات أزمتها الداخلية مع المعارضة، وانفردت بالحكم بشكل كامل.
خامسا/ تأسيسا على المسالة الأخيرة، قيل، أن فوز حزب أردوغان، ربما يكون بداية النهاية للثورة المضادة، التي وأدت ثورات الربيع العربي، وقد يمهد هذا الأمر لإحداث تغييرات حقيقية في البيئة الإقليمية ليس لإسرائيل فقط، بل لكل الشعوب العربية، خاصة في ظل التحالف التركي السعودي، الذي بدأ بالتبلور أكثر، بعد التغييرات الجذرية التي شهدتها الرياض أخيرا!
أخيرا..
كتب أحد المغردين تعليقا على نتائج الانتخابات التركية يقول: الليلة سينام فاتح القسطنطينية قرير العين في قبره، في دلالة على استعادة المشروع الأردوغاني زمام المبادرة، بعد أن كاد يفلت منه!
الدستور