ما الذي يجمع الأردنيين !؟
سميح المعايطة
02-11-2015 10:25 PM
تحتاج كل دوله في مل مرحله وبخاصه المراحل القلقه او الصعبه الى انتباه من العقل السياسي والفكري للدوله بضروره ان يكون هناك قضيه تجمع الناس او أغلبيتهم ، قضيه تحقق حدا أقصى من التوافق والمصلحه المشتركه بين الناس وتتحول الى جزء من أدوات تماسك الدوله لتكون ذات قدره على مواجهه تحديات المراحل الصعبه .
ولأنه من السهل في اي دوله انتشار عوامل الخلاف ،او التباين بين المواطن والدوله حرب قضايا اقتصاديه او سياسيه او اُسلوب التعامل الرسمي مع اي ملف ، فان البحث عن قضايا تجمع الناس ضروره سياسيه ووطنيه ولا يجوز ان تترك للظروف، كما ان من واجب موسسات الدوله ان تعمل على استثمار القضايا الجامعه التي تفرزها الظروف الداخليه او الخارجيه حتى تكون من عوامل تماسك الدوله وقوتها.
ولعل احد اهم الامثله التي عشناها في الاْردن خلال السنوات الأخيره قضيه الخوف على الدوله واستقرارها واستمرارها ، وهو خوف أنتجته التجارب الدمويه حولنا والتي عصفت بدول ومجتمعات وفرضت عليها الموت واللجوء او الخوف حتى على الأمن الشخصي للمواطن ، ورغم كل التباينات التي كانت داخل مجتمعنا حول بعض القضايا او القوانين او سرعه الإصلاح الا ان هذه القضيه الجامعه حيدت اي تباين او تناقض وأصبحت أولويه كل الأردنيين ان نحافظ جميعا على حدودنا وعلى كل الارض الاردنيه من اي عنف او فوضى او استهداف ناتج عن اي فعل مراهق ، وعندما كانت قضيه الطيار الشهيد معاذ ودخول كل الاْردن معركه مباشره مع عصابه داعش الارهابيه ازداد تمسك الأردنيين بحقهم في الأمن والحفاظ على دولتهم ومجتمعهم ،بل ترك هذا اثره لدى بعض الفىات قناعه بان نهج الاْردن في الإصلاح كان سليما دون قفزات في الهواء .
وحتى ملف مكافحه الاٍرهاب والتطرف فقد تحول من ملف عام قد تكون فيه أبواب خلاف فقد تحول الى قضيه جامعه عندما اصبح الثمن هو الدم الاردني ، وقد كانت اداره الدوله والنَّاس لهاتين القضيتين ايجابيه بحيث ألغت الكثير من قضايا التباين التي أنتجتها قضايا اقتصاديه او سياسيه .
ذكاء الدوله ومقياس وجود عقل سياسي وفكري حاضر في أمور منها القدره على إيجاد قضايا تجمع الأردنيين او غالبيتهم ،قضايا تجمع لانها تمثل تعبيرا عن وطنيه الناس وارتباط الاردني ببلده ، أضافه الى كونها مصلحه مباشره للناس ،ولايكفي وجود القضيه بل لابد من اداء سياسي وإعلامي يجيد اداره المرحله وإلا قد تتحول القضيه الى قضيه تفرق ولا تجمع ، فقضيه أسر الطيار الشهيد معاذ كان من الممكن ان تتحول الى عبء على الدوله وبخاصه عندما لم تتحقق عودته ، لكن اداره هذا الملف بذكاء ، وصدق الأردنيين في موقفهم أهدر فرصه على الشامتين والخصوم الذين كانوا يعملون ويراهنون على ان يتحول الملف الى عبء على الدوله الاردنيه .
وحتى العلاقه مع كيان الاحتلال والتي تشكل حاله ضاغطه على الدوله وبخاصه مع في فترات العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني ، فانه من الممكن ان نحولها الى قضيه جامعه وبخاصه ان الدوله الاردنيه وقيادتها تخوض مواجهه سياسيه مع حكومه الاحتلال ، لكننا احيانا التقوم بما يجب وتتحول القضيه الى حاله ضاغطه على الدوله ، وربما نحتاج الى تعامل رسمي مختلف حرصا على الحاله الداخليه.
القضيه التي تجمع ضروره سياسيه ووطنيه ، وسواء صنعت الدوله هذه القضيه او ادارتها فانه في المحصله ضروره وجزء من واجب الدوله ومؤسساتها .