اصبح موضوع الإرهاب موضوع الساعة ليس هناك وسيلة اعلام مرئية أو مكتوبة أو مسموعة تخلو صفحاتها الأولى وعناوينها الرئيسية من هذه الكلمة ومرادفاتها حتى الدول التي تعتقد أنها مُحصنة وآمنة لكثرة الأشلاء والدماء التي تُشاهد على الشاشات بإعتبارها بيئة تؤثر في تربية الفرد وثقافته ، بدأت تعاني وما حدث في السويد مؤخراً أحد الشواهد والقادم أسوء!!!.
من الذي حوّلَ هذه المجتمعات من مجتمعات آمنة ومُسالمة إلى بؤر إرهاب بدءاً من افغانستان مروراً بالعراق وليبيا واليمن وأخيراً سوريا هذا البلد الجميل المُسالم وهذا المجتمع المُنتج حيث الأيدي العاملة الخبيرة والإرادة التي يفتقدها جُلَّ ابناء المنطقة.
بدأ الإرهاب في الشرق الأوسط بمذابح العصابات الصهيونية للفلسطينيين عام 1948 تراوحت بين تفجير وسائل نقل وإلقاء قنابل يدوية وتفجير مباني وذبح نساء واطفال وشيوخ على أيدي عصابات شتيرن والأريجون والهجاناة والبلماخ والليكود والجيش الإسرائيلي بدعم من الإستعمار البريطاني ابتدأ ثم تولت امريكا دعم وحماية المشروع الصهيوني لإقامة الكيان الإسرئيلي على أرض فلسطين والعالم كله شهود على تجاوزات جيش الدفاع الإسرائيلي في استعمال الأسلحة المُحرمة دولياً ضد الأفراد والجماعات عدا عن تكسير العظام واستخدام أحدث وسائل القهر والتعذيب ضدد الفلسطينيين.
لم أجد توصيفاً لما يجري أبلغ من بيتيّ الشعر للشاعر المُبدع احمد مطر إذ يقول (امريكا تطلق علينا كلابها وبها من كلابها نستنجد ، امريكا تطلق النار على كلابها فتصيبنا فنستشهد) هذا ما يحدث بالفعل فكل ما يجري في المنطقة من نزاعات وحروب ودماء وأشلاء هو نتاج مؤامرات خسيسة استهدفت مكامن القوة في البلاد العربية لتفتيت هذه الدول وإضعاف جيوشها وتحويلها إلى دول فاشلة ، والغريب في فهم البعض لما يجري جهلاً وعمالة ومحاولة شرح الحال على أنه ثورة ضد الظلم وسعي لإقرار مبادئ وحقوق الانسان ونشر الديمقراطية ، وليُقنعني عاقل بأن امريكا وربيبتُها اسرائيل ومن يدور في فلكها من العربان ممن يفتقدون لفهم أدنى معاني الديمقراطية و لا يملكون مؤسساتها أو أدواتها ويرفعون شعارها لتطبيقها في دول الجوار ، والغريب في اسلوب نشر ديمقراطيتهم هذه في طريقهم لرفع الظلم عن الشعوب المقهورة يرسلون لهم من يسوموهم سوء العذاب لمن يبقى منهم على قيد الحياة بعد أن يدمروا جيوشهم ويستحلوا عروشهم ويطالبون الأنظمة بالرحيل ليخلفهم أمثال هؤلاء الأوغاد الذين جمعوهم من أسقاع الأرض ليحلّوا شريعة الغاب في بلاد كانت مثالاً للأمن والطمأنينة.
ترسلهُم امريكا وزبانيتها وتدّعي قصفهم وتقصف أعدائهم خطأً وتمدُهم بالمؤن والذخيرة على رؤوس الأشهاد ويتحدث وزير الدفاع الأمريكي عن 30 عاماً من النزاعات للتخلص من ما يُسميه بالإرهاب وهو في الواقع تحشيد لحُثالات البشر ليمارسوا هوايتهم في سفك الدماء ، وأخطر ما في الأمر أن القتل يتم باسم الله ودفاعاً عنه يقتلون عباد الله بحجة إرضاء الله !!! أي عفنٍ هذا يقتلون الانسان ويهدمون الحضارة ويهتفون الله أكبر والغريب في من يُصدقهم ويدافع عنهم.
كيف تتعامل الدول مع المُعارضة المُسلّحة؟؟! هل يُطلب من الأنظمة أن تُسلم جيوشها للمُعارضة وتستسلم ؟!! هكذا أرادوا من مصر وليبيا واليمن وتونس ومن سوريا الآن , المُعارضة عندما تحمل السلاح وتدعمها دول بالمليارات لتدمير البلاد وقتل العباد تُصبح أكثر خطورة من الأنظمة المُستبدة ويجب إبادَتُها.
في الدول العربية حيث تغيرت أنظمة الحكم وجاءت المُعارضة في العراق وليبيا واليمن وتونس قارنوا هذه الدول أيام صدام حسين وعلي صالح وبن علي والقذافي وانظروا إلى حال المُعارضة وكيف تحولت أكثر الدول أمناً وحضارة إلى دول فاشلة .