جميل أن يكون المرء محترما بكل ما في الكلمة من معنى، ففي ذلك مرضاة الله سبحانه, مثلما فيه رضا النفس وراحتها.
يحدث هذا عندما تكون شيمة الاحترام هي سمة العصر، وينتفي هذا في المقابل، عندما يكون التزاحم غير المنضبط ولا نقول الشريف، هو الغالب , ونقيضه هو المغلوب ولو دنيويا على الأقل , عندها يغدو الإحترام كما لو كان نقيصة في نظر البعض , أو هو نوع من " الهبل " وغياب الفهلوة والشطارة , وعكسه نباهة وذكاء لا بل وحتى كفاءة تؤهل مقترفها لتخطي الرقاب وتجاوز الحواجز والظفر بالغنيمة.
لو يدرك كثيرون في بلدنا وغيرها مما يسمى دول العالم الثالث او النامي، ان الحياة الدنيا بمجملها إلى زوال محتوم , وان التشبث بها على نحو مبالغ فيه ,هو نوع من الخواء والهراء الذي سينكشف لحظة الرحيل عنها لا محاله , فسيعيدون حساباتهم كلها محاولين التخلق بسمة الإحترام التي تنجيهم دنيا وآخره , ولو يتعظ هؤلاء ممن سبقوهم من الراقدين تحت الثرى , لوجدوا في دنياهم متسعا للعودة إلى التوبة عما فعلوا , متيقنين من أن رحمته جل في علاه وسعت كل شيء , ولصاروا محترمين كما يجب.
شعرة فقط بين أن يكون الإنسان محترما يتقي الله في اقواله وافعاله، وبين ان يظل سادرا في غيه ظانا ان الحياة إلى خلود وان الناس يموتون أما هو فلا.
ولسان حاله يقول بانه مجرد مسكين يثير الشفقة بتهافته على الدنيا ومغانمها مصرا على ان يحظى بكل شيء، أما سواهف فليذهبوا إلى الجحيم راضين بحقيقة أنهم محترمون لا يجيدون فنون الإدعاء والنفاق الذي قرن الله بينه وبين الكفر إذ قال جل جلاله " ولا تطع الكافرين والمنافقين ودع أذاهم وتوكل على الله , وكفى بالله وكيلا " صدق الله العظيم , وهوسبحانه من وراء القصد .