تفاصيل حول سقوط الطائرة الروسية
01-11-2015 02:42 AM
عمون - قتل 224 شخصا كانوا يستقلون طائرة ركاب روسية تشارتر من طراز ايه321 تحطمت السبت في شبه جزيرة سيناء المصرية اثناء قيامها برحلة بين شرم الشيخ وسان بطرسبورغ في روسيا.
واعلنت ولاية سيناء، فرع تنظيم الدولة في مصر، في بيان على موقعها الرسمي على تويتر مسؤوليتها عن تحطم الطائرة مؤكدة انها قامت بذلك ردا على التدخل الروسي في سوريا.
ولكن السلطات الروسية والمصرية ابدت شكوكها في صحة بيان ولاية سيناء.
ومساء، اكدت الحكومة المصرية العثور على الصندوقين الاسودين للطائرة المنكوبة.
وكانت رئاسة الوزراء المصرية اعلنت في وقت سابق العثور على احد الصندوقين مؤكدة انه "جاري نقله لتحليل البيانات الخاصة بالحادث بواسطة خبراء الطيران المدني (المصريين) والخبراء الدوليين الروس وخبراء الشركة المصنعة للطائرة، وذلك وفقا للاتفاقيات الدولية المتعارف عليها".
وقطع الاتصال مع الطائرة التي كانت تقوم برحلة بين شرم الشيخ في جنوب سيناء وسان بطرسبورغ عندما كانت على ارتفاع ثلاثين الف قدم (9144 مترا)، بعد 23 دقيقة على اقلاعها من شرم الشيخ، بحسب ما قال مسؤول رفيع في شركة الملاحة الجوية المصرية، المسؤولة عن المراقبة المصرية في مصر والتابعة لوزارة الطيران المدني.
وفي بيان على حسابها الرسمي على تويتر اكدت ولاية سيناء تمكن "جنود الخلافة من اسقاط طائرة روسية فوق ولاية سيناء" مضيفة "لتعلموا ايها الروس ومن حالفكم ان لا امان لكم في اراضي المسلمين ولا اجوائهم وان قتل العشرات على ارض الشام بقصف طائراتكم سيجر عليكم الويلات".
وفي موسكو قال وزير النقل الروسي مكسيم سوكولوف السبت ان اعلان تنظيم الدولة مسؤوليته "لا يمكن اعتباره صحيحا" مضيفا "نحن على اتصال دائم بزملائنا المصريين وبالسلطات الجوية في هذا البلد. حتى الان لا يملكون اي معلومة تؤكد تلميحات من هذا النوع".
وسئل رئيس الوزراء المصري في مؤتمر صحفي حول ما اذا كان عمل ارهابي وراء تحطم الطائرة فاكتفى بالقول ان "الخبراء أكدوا أنه فنيا لا يتم إسقاط الطائرة من هذا الارتفاع وأن الصندوق الأسود هو من يحدد سبب سقوط الطائرة، وفي الوقت الحالي هناك تقييم فني وفق الأسس المتعارف عليها".
العديد من الخبراء العسكريين قالوا لفرانس برس ان ولاية سيناء، التي تعد منطقة شمال سيناء معقلها، لا تملك صواريخ قادرة على استهداف طائرة على ارتفاع 30 الف قدم ولكنهم لم يستبعدوا امكان وجود قنبلة على متن الطائرة او انها اصيبت بصاروخ او بقذيفة اثناء محاولة الطائرة الهبوط اثر عطل فني.
وقررت شركتا اير فرانس الفرنسية ولوفتهانزا الالمانية وقف تحليقهما فوق منطقة سيناء اعتبارا من بعد ظهر السبت "حتى اشعار اخر" وذلك كتدبير سلامة وقائي بعد تحطم الطائرة الروسية وفي انتظار "توضحيات" حول اسباب سقوطها.
وكانت السلطات المصرية اعلنت صباح السبت ان طائرات عسكرية مصرية رصدت حطام طائرة الركاب الروسية التابعة لشركة الطيران كوغاليمافيا والمعروفة باسم ميتروجيت، قبيل ظهر اليوم في منطقة جبلية في محافظة شمال سيناء.
واكدت مصادر امنية وطبية مصرية لفرانس برس ان "لا ناجين من حادث تحطم الطائرة" فيما كتبت السفارة الروسية في مصر على مواقعها الرسمية على شبكات التواصل الاجتماعي ان "جميع الركاب لقوا مصرعهم".
واكد رئيس الوزراء المصري انه تم اخلاء 129 جثة إلى مطار كبريت" الواقع عند المدخل الجنوبي لقناة السويس وبدأ نقلها برا الى مشرحة زينهم في القاهرة ومستشفيات اخرى.
واضاف ان عمليات البحث مستمرة مشيرا الى ان ان حطام الطائرة "منتشر في دائرة قطرها من 6 الى 8 كيلومترات" موضحا ان "فريقا من روسيا متخصصا في عمليات البحث سيصل مساء" السبت الى القاهرة.
واجرى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اتصالا هاتفيا بنظيره الروسي فلاديمير بوتين "أعرب خلاله عن خالص تعازيه ومواساته للرئيس الروسي ولدولة روسيا الاتحادية حكومة وشعباً، في ضحايا حادث" الطائرة المنكوبة، بحسب المتحدث باسم الرئاسة المصرية علاء يوسف.
واضاف يوسف ان الرئيسين "اتفقا على مواصلة التنسيق بين الجانبين المصري والروسي في الفترة المقبلة من أجل التوصل إلى كشف ملابسات الحادث وتحديد أسباب وقوعه".
واعرب وزير الخارجية الاميركي جون كيري لنظيره الروسي سيرغي لافروف عن "تعازيه الحارة"، "عارضا مساعدة الولايات المتحدة اذا اقتضت الضرورة"، بحسب بيان للخارجية الاميركية.
وبحسب رئاسة الوزراء المصرية، كان على متن الطائرة 214 راكبا من روسيا و3 من أوكرانيا منهم 138 سيدة و62 رجلا و17 طفلا، بالإضافة إلى طاقم الطائرة" المؤلف من سبعة اشخاص.
وامر بوتين السبت بارسال فرق اغاثة روسية الى موقع تحطم الطائرة.
واوضح شريف اسماعيل ان "فريقا من روسيا متخصصا في عمليات البحث سيصل مساء" السبت الى القاهرة.
- اختفاء عن الرادار -
وصرح سيرغي ايزفولسكي مستشار رئيس هيئة الطيران المدني الفدرالية الروسية (روزافياتسيا)، ان "الاتصال قطع اليوم (السبت) مع طائرة ايرباص-321 تابعة لشركة الطيران كوغاليمافيا كانت تقوم بالرحلة رقم 9268 من شرم الشيخ الى سان بطرسبورغ" حيث كان يفترض ان تصل عند الساعة 12,20 (9,12 تغ).
واضاف ان "الطائرة اقلعت عند الساعة 6,51 بتوقيت موسكو (3,51 تغ) من شرم الشيخ وعلى متنها 217 راكبا وطاقم من سبعة افراد وكان يفترض ان تتصل ببرج المراقبة في لارنكا (قبرص) عند الساعة 7,14 بتوقيت موسكو (4,14 تغ) لكن ذلك لم يحدث واختفت الطائرة من شاشات الرادار".
وتحطمت الطائرة في وسط شمال سيناء حيث معقل الفرع المصري لتنظيم الدولة الذي يشن هجمات تستهدف قوات الامن هناك.
ويعود آخر حادث تحطم طائرة في مصر الى كانون الثاني/يناير 2004 وادى الى سقوط 148 قتيلا بينهم 134 سائحا فرنسيا. وقد سقطت حينذاك طائرة بوينغ 737 تابعة لشركة الطيران المصرية فلاش ايرلاينز بعد دقائق على اقلاعها من مطار شرم الشيخ.
ومنذ الثورة التي اطاحت الرئيس حسني مبارك، يشهد قطاع السياحة تراجعا في مصر وتحاول السلطات المصرية انعاش هذا القطاع الحيوي للاقتصاد المصري باي ثمن.
وعلى الرغم من عدم الاستقرار السياسي وهجمات الجهاديين، ما زالت المنتجعات الواقعة على البحر الاحمر في جنوب شبه الجزيرة من الوجهات السياحية الرئيسية للبلاد ويرتادها السياح الروس او الاوروبيون الشرقيون الذين يصلون يوميا في عدد من رحلات التشارتر.( ا ف ب)