سؤال : كيف هي حياتك في الاردن ؟؟
جواب : اعمل لنأكل ونشرب وندفع الرسوم والضرائب وفواتير المياه والكهرباء والهاتف فقط لا غير
غالبية الشعب أصبحوا غير قادرين على تغطية الضرائب المباشرة و غير المباشرة والفواتير الشهرية .. وحتى لايتم فصل التيار الكهربائي او ساعة المياه عن المنزل يأخذ المواطن طفله المريض الى الصيدلي مباشرة وليس الى الطبيب , وبدل أن يشتري ملابس جديدة يلجأ الى سوق البالة ومحلات ( التصفية ) التي تستورد زبالة العالم الشرقي .
نحن ندفع الضرائب والفواتير على حساب مخصصات الصحة والرفاه الاجتماعي و العيش الكريم .. وبالمناسبة نريد جردة حساب لمشروع السكن الكريم طيب الذكر ..
تحول مئات الالاف من المواطنين المحترمين الى متسولين بشكل مباشر في الشوارع وبشكل غير مباشر عبر الاقتراض من هذا وذاك مع فقدان الفرصة في السداد , فالاقتراض بنية العجز المسبق عن السداد تسول غير مباشر ..
ارتفع سن الزواج بسبب الضائقة المالية فغص المجتمع بالشابات العانسات حتى يقال أن في الاردن ما لايقل عن مائة الف فتاه عانس فوق سن الخامسة والثلاثين ومثلهن بين الخامسة والعشرين والخامسة والثلاثين , أما الشباب فمن جاوز منهم الثلاثين ولا يكفيهم عملهم أكثر من ثمن السجائر وبطاقة هاتف وجلسة المقهى فهم لا يقلون عن مائتي الف , وهذا يفسر الانتشار غير المسبوق للمقاهي الشعبية .
بطاقة شحن الهاتف بخمسة دنانير اصبحت بسبعة ونصف خمسة للشركة ودينارين ونصف للحكومة , اضرب المبلغ بستة ملايين خط هاتفي على الاقل يستهك كل منها بطاقة اسبوعيا فيكون الناتج السنوي 720 مليون دينار يضاف اليها ما تدفعه شركات الاتصالات ضريبة دخل على الارباح والتراخيص .. الخ
وبحسب موازنة الدولة لعام 2015 فان الايرادات العامة للدولة تبلغ 7,4 مليار دينار وتشمل ( الايرادات المحلية , الايرادات الضريبية , الايرادات غير الضريبية ) حيث بلغت الايرادات الضريبية ( 4,370 ) مليار دينار , وتشكل مايقارب 60% من الايرادات العامة .. اذن فالشعب في خدمة الحكومة , ولن اقول في خدمة الدولة فالمديونية والمصائب المالية جاءت بفعل السياسات الحكومية وقراراتها وليس قرارات الشعب ولا ارادته .
ويأتي رئيس الوزراء ( كل رئيس وزراء ) ليقول لنا أن الحكومة في خدمتكم ويفهم من ذلك أنها جاءت لمعالجة مشاكلنا أما المعنى الحقيقي فهو أن الحكومة تعمل وعلينا أن ندفع لها مقابل عملها وسفرها وراحتها وسياساتها ونعمة الامن التي وفرتها لنا نحن نقول : كلنا في خدمة الحكومة .
الحكومة تقول انها هي في خدمتنا !!
من يخدم من ؟؟ اختلطت الاوراق !!!
ولكن ما دام فقر الفقير اصبح مدقعا , ومستور الحال أصبح فقيرا , والمريض يموت في بيته فالحقيقة أننا كلنا في خدمة الحكومة .. والرئيس النسور يحلّق في خدمتنا ..
الفاتحة ..